ساحة الرأي

التعليم في مصر.. بين الماضي والحاضر والمستقبل

بقلم: د/ ميرڤت عبدالرحمن
استاذ القانون الدولي

التعليم في مصر ليس مجرد دراسة داخل قاعات المحاضرات، بل هو تاريخ ممتد لقرون جعل من مصر منارةً للعلم، وقبلةً للطلاب من كل أنحاء العالم. فمن الأزهر الشريف إلى جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وأسيوط وغيرها، ظلّت الجامعات المصرية تخرّج أجيالًا من القادة والعلماء الذين تركوا بصماتهم في بلدانهم والعالم أجمع.

التعليم في الماضي – مصر منارة العلم للعالم

• منذ عصر محمد علي، أرسلت مصر بعثات علمية إلى أوروبا، ثم أصبحت هي نفسها الوجهة التي يتوافد إليها الطلاب.
• في عهد الملك فاروق، توطدت العلاقات مع دول عربية وآسيوية وإفريقية، حتى أن ملك أفغانستان ظاهر شاه طلب إرسال طلابه للتعلم في مصر على نفقة الحكومة المصرية، وهو دليل على مكانة مصر التعليمية في تلك الفترة.
• الجامعات المصرية احتضنت الطلاب العرب والأفارقة، فتعلموا فيها الطب والهندسة والقانون والعلوم الإنسانية.

قادة وزعماء تعلموا في مصر

التاريخ شاهد على أن مصر لم تخرّج علماءها فقط، بل أسهمت في صناعة عقول عربية ودولية بارزة:
• صدام حسين: الرئيس العراقي الأسبق، التحق بكلية الحقوق – جامعة القاهرة.
• جلال طالباني: رئيس العراق الأسبق، درس القانون في جامعة القاهرة.
• ياسر عرفات: الرئيس الفلسطيني الراحل، خريج كلية الهندسة – جامعة القاهرة.
• الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: مؤسس دولة الإمارات، تلقى تعليمًا دينيًا وثقافيًا في مصر.
• مئات الزعماء والوزراء والعلماء الأفارقة تخرجوا من الأزهر والجامعات المصرية
هذه الأسماء وحدها كافية لتؤكد أن من يجلس اليوم على مقعد في قاعة محاضرة مصرية، قد يصبح غدًا قائدًا أو مؤثرًا في وطنه والعالم.

التعليم المصري اليوم – قوة علمية تتجدد

• مصر تضم أكثر من 30 جامعة حكومية و25 جامعة خاصة، بجانب الجامعات الدولية.
• ما زال الأزهر الشريف يستقبل آلاف الطلاب سنويًا من أكثر من 100 دولة.
• الجامعات المصرية تُخرّج سنويًا مئات الآلاف من الأطباء والمهندسين والعلماء، الذين يسافرون إلى الخليج وأوروبا وأمريكا ويثبتون كفاءتهم عالميًا.
• خريجو الجامعات المصرية يقودون مشروعات قومية كبرى في مصر نفسها (العاصمة الإدارية، الشبكة القومية للطرق، مشروعات الطاقة والغاز)

المستقبل – أنتم صُنّاع

يا طلاب مصر، أنتم امتداد لهذا التاريخ العريق. الجامعات التي تدرسون فيها اليوم خرّجت قادة وزعماء وعلماء غيّروا وجه التاريخ. العالم ما زال يحتاج إلى العقول المصرية، وإلى إسهاماتكم في الطب والهندسة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.
مصر تتجه إلى التعليم الرقمي والجامعات الذكية، وتعمل على رفع تصنيف جامعاتها عالميًا. المستقبل بين أيديكم، وأنتم قادرون على أن تجعلوا اسم مصر حاضرًا بقوة في كل مجال علمي ومعرفي.

التعليم في مصر ليس مجرد تاريخ نرويه، بل هو رسالة ومسؤولية. فمن الماضي الذي خرّج عمالقة مثل صدام حسين وجلال طالباني وياسر عرفات، إلى الحاضر الذي يشهد توسع الجامعات، وصولًا إلى المستقبل الذي تصنعونه أنتم… تظل مصر منارةً للعلم، ومن يجلس اليوم على مقاعد الدراسة في جامعاتها، هو غدًا أمل مصر والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى