ساحة الرأي

التماسك المجتمعي ودور الشباب في نهضة الوطن.. رؤية شاملة ومبادرة عملية قابلة للتنفيذ

بقلم: لواء/ أحمد زغلول مهران
عضو الهيئة الاستشارية العليا لمركز رع للدراسات الاستراتيجية
رئيس مركز دعم الإبداع والابتكار والوعي المجتمعي

في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه المجتمعات العربية، تبرز الحاجة إلى بناء تماسك مجتمعي قوي يشكل الضمانة الحقيقية للاستقرار والتنمية. إن التماسك المجتمعي لا يُبنى فقط عبر القوانين والسياسات، بل هو نتيجة لمجموعة من القيم والممارسات المشتركة التي تُجسد على أرض الواقع من خلال أفعال الأفراد، وخاصة الشباب الذين يمثلون الطاقة الأكبر والقوة الدافعة نحو مستقبل أفضل.

هذا المقال يقدم رؤية شاملة لسبل تعزيز التماسك المجتمعي في مصر، مع التركيز على دور الشباب، وضرورة تمكينهم ثقافياً ، اجتماعياً ، واقتصادياً ، ليكونوا حائط الصد الأول في مواجهة الشائعات، والتفرقة، وفقدان الهوية كما يتضمن المقال مقترحاً عملياً لمبادرة وطنية مبتكرة لم يسبق تنفيذها، قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

أولاً : التعاريف والمفاهيم العامة للتماسك المجتمعي

ما هو التماسك المجتمعي؟
هو الحالة التي يكون فيها المجتمع مترابطاً ، متعاوناً، ومتسامحاً، ويعمل أفراده بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم من أجل الصالح العام، في ظل نظام اجتماعي عادل يحقق المساواة، ويضمن الحقوق ويشجع على تحمل المسؤولية.

المفاهيم المرتبطة:
• الانتماء الوطني: الإحساس العميق بالارتباط بالوطن والدفاع عنه والعمل لأجله.
• المواطنة: ممارسة الحقوق والواجبات بمسؤولية داخل المجتمع.
• التسامح والتعددية: قبول الاختلاف والتعايش مع الآخر دون نزاع أو صراع.
• الوعي الوطني: الإدراك الكامل بقضايا الوطن والتحديات التي تواجهه.

ثانياً : العوامل المؤثرة على التماسك المجتمعي

العوامل الإيجابية:
1. الأسرة: نواة بناء القيم والانتماء.
2. التعليم: نشر ثقافة المواطنة والتعايش وقبول الآخر.
3. الإعلام: الترويج للرموز الوطنية والنماذج الإيجابية ومحاربة الشائعات.
4. المؤسسات الدينية: دعم الخطاب المعتدل والتوجيه نحو الوحدة.
5. العمل التطوعي والخيري: تعميق الشعور بالمسؤولية المجتمعية.
6. الثقافة والعلم والاطلاع: توسيع آفاق الفهم وتحفيز التفكير النقدي.
7. الانفتاح على التجارب العالمية: التعرّف على نماذج ناجحة تُطبق محلياً بما يتماشى مع خصوصية المجتمع المصري.

العوامل السلبية:
• الفقر والبطالة.
• التهميش الاجتماعي والتمييز.
• الأمية والجهل.
• انتشار الشائعات.
• ضعف القيم الأسرية والدينية.
• فقدان الثقة في المؤسسات.

ثالثاً : دور الأفراد والفئات في تعزيز التماسك المجتمعي

• الشباب: المحرك الرئيسي للتغيير، أصحاب الطاقة والرؤية، ومفتاح المبادرات التطوعية والاجتماعية.
• الأسرة: ترسيخ القيم من الصغر وتعليم الحوار واحترام الآخر.
• المؤسسات التعليمية: تقديم المناهج التي تنمّي قيم التعايش والتسامح.
• الإعلام: نشر الوعي ومكافحة التضليل وبناء الذاكرة الوطنية الإيجابية.
• المؤسسات الدينية: غرس روح المحبة والإخاء ونبذ العنف والكراهية.
• المنظمات الأهلية: دعم المبادرات الشبابية وتنفيذ المشاريع المجتمعية.
• وزارة الشباب والرياضة: بوابة التفاعل المباشر مع طاقات الشباب وتوجيههم من خلال مراكز الشباب والبرامج المتخصصة.

رابعاً : التماسك في صِيَغِهِ المختلفة

• تماسك اجتماعي: تضامن بين الفئات المختلفة.
• تماسك ثقافي: احترام التنوع والهوية الوطنية.
• تماسك اقتصادي: عدالة في توزيع الفرص وتحقيق تنمية متوازنة.
• تماسك سياسي: إشراك المواطنين في صناعة القرار.
• تماسك رقمي: استخدام منصات التواصل لصالح بناء المجتمع، لا لهدمه.

خامساً : الوسائل والأدوات الداعمة أو الممهدة للتماسك المجتمعي

  1. الأنشطة الشبابية والثقافية والرياضية داخل مراكز الشباب والجامعات.
  2. العمل التطوعي المنظم تحت إشراف الجهات الرسمية والأهلية.
  3. برامج التوعية المجتمعية بالشراكة مع الإعلام ووزارات التعليم والثقافة.
  4. الحوار المجتمعي المنفتح بين الدولة والشباب.
  5. تحفيز النماذج الشبابية الناجحة وتقديمها كقدوة.

سادساً : العلاقة بين التماسك والتنمية والأمن

• التماسك المجتمعي هو الحاضن الطبيعي لأي عملية تنمية.
• لا تنمية دون استقرار، ولا استقرار دون وحدة داخلية.
• التماسك يقلل من النزاعات والصراعات، ويحد من قابلية المجتمع للاختراق من قبل الفكر المتطرف أو العدائي.
• الاستثمار في التماسك المجتمعي هو استثمار في الأمن القومي والاجتماعي.

سابعاً : المبادرات والتجارب العملية الناجحة

شهدت مصر العديد من المبادرات الناجحة التي عززت من التماسك المجتمعي، مثل:
• مبادرات “معًا نبني الوطن” في الجامعات.
• “100 مليون صحة” التي شارك فيها الشباب بشكل واسع.
• نماذج التوأمة بين المحافظات في الأنشطة الرياضية والثقافية.
• برامج وزارة الشباب والرياضة التي تستهدف دمج الشباب من مختلف الخلفيات

ثامناً : مقترح تنفيذ مبادرة مبتكرة بعنوان “وصل صوتك” •• جسور التفاهم بين شباب الوطن

اسم المبادرة:
“وصل صوتك – جسور التفاهم بين شباب الوطن”

فكرة المبادرة باختصار:

“وصل صوتك” هي مبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي من خلال إنشاء مساحات حوار حية ومباشرة بين شباب مختلف المحافظات والخلفيات الاجتماعية والثقافية، بالتعاون مع مؤسسات الدولة، مراكز الشباب، والمجتمع المدني. المبادرة تقوم على ربط شباب من مختلف المناطق في مصر (الريف – الحضر – الحدود – الصعيد – الدلتا – العشوائيات – المجتمعات الراقية) عبر جلسات تبادل مفتوحة ومحايدة داخل مراكز الشباب أو عبر وسائط رقمية، يتم خلالها طرح قضايا مجتمعية حقيقية، واستكشاف حلول جماعية لها، والتعرف على الآخر، تحت إشراف ميسّرين مدرّبين.

لماذا هذه المبادرة فريدة؟

• ليست ندوات تقليدية، بل هي جلسات تفاعلية بين الشباب أنفسهم، تمكن كل طرف من التعبير عن وجهة نظره وحكايته المجتمعية.
• لا تستهدف فئة واحدة فقط، بل تخلق شبكة من الروابط بين مختلف فئات الشباب المصري، من كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.
• تركز على الاستماع أكثر من الإقناع، وبالتالي تُنمي قيمة الاحترام والتعايش والانتماء من خلال الفهم العميق للآخر.
• يتم فيها إنتاج “وثائق مجتمعية شبابية” تُسلم لمؤسسات الدولة تعكس أولويات وتحديات وآمال الشباب في كل منطقة.

أهداف المبادرة:

  1. تعزيز ثقافة التفاهم والتسامح بين شباب مصر بمختلف خلفياتهم الاجتماعية والثقافية.
  2. محاربة الصور النمطية وسوء الفهم الناتج عن عدم التواصل المباشر.
  3. تمكين الشباب من التعبير عن آرائهم المجتمعية بشكل بنّاء بما يخدم التنمية الشاملة.
  4. تحويل مراكز الشباب إلى منابر تفاعلية دائمة للتماسك المجتمعي، بحيث تصبح مراكز حوار وليس مجرد أماكن للأنشطة.
  5. ترسيخ الانتماء الوطني وروح الفريق الواحد عبر مشروعات حوارية تفاعلية تساهم في وحدة الوطن.
  6. توليد حلول مجتمعية واقعية من الشباب أنفسهم تخدم الأمن والتنمية الوطنية.

آلية التنفيذ :

المرحلة الأولى: إعداد وتدريب الميسّرين
• تدريب الشباب على كيفية إدارة الجلسات الحوارية، تيسير النقاشات، واحتواء التوترات التي قد تحدث.
• إعداد الميسّرين اجتماعياً ونفسياً عبر ورش عمل متخصصة في مهارات الاستماع الفعّال والتحكم في الجلسات.
• إتاحة مراجع ودورات تدريبية حول التعامل مع القضايا المجتمعية الحساسة في مصر.

المرحلة الثانية: الجلسات الحوارية
• تنظيم 4 جلسات حوارية شهرياً في كل محافظة، تجمع شباب من مختلف المناطق داخل المحافظة.
• كل جلسة يتم تحديد موضوع لها يرتبط بقضايا مجتمعية حساسة، مثل: (التمييز، البطالة، الهجرة غير الشرعية، الشائعات، العنف الإلكتروني، الانتماء الوطني، وصورة الآخر).
• يتم فتح المجال للمشاركين لعرض “قصصهم الشخصية” ومواقف حياتية ترتبط بالموضوع المطروح.
• تيسير الجلسات بما يسمح بتبادل وجهات النظر بعيداً عن التحامل أو الاستفزازات.

المرحلة الثالثة: التبادل بين المحافظات
• تنظيم لقاءات عبر الإنترنت (مثل: Zoom أو Microsoft Teams) بين شباب من محافظتين مختلفتين بشكل شهري.
• تهدف هذه اللقاءات إلى تبادل الخبرات، وتكوين صداقات مجتمعية عابرة للجغرافيا والثقافات.
• تشجيع المشاركين على بناء شبكات تواصل تدوم بعد الجلسات وتساعد في نشر ثقافة التفاهم بين مختلف الفئات الشبابية في مصر.

المرحلة الرابعة: إنتاج مخرجات عملية
• إعداد “كتيب شبابي محلي” من كل محافظة يتضمن كيف يرى شباب هذه المحافظة التماسك المجتمعي ورؤيته للمستقبل.
• جمع هذه الكتيبات لعرضها على الجهات الرسمية مثل وزارة الشباب، مجلس النواب، الإعلام، والمحافظين لرفع التوصيات والمعوقات التي يواجهها الشباب.

الجهات الداعمة المقترحة:

  1. وزارة الشباب والرياضة (قطاع الشباب) شريك رئيسي في تنظيم وتيسير الجلسات الحوارية وتقديم الدعم اللوجستي.
  2. وزارة التضامن الاجتماعي: المساعدة في تسهيل إشراك الفئات المهمشة والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.
  3. الجامعات: من خلال نوادي الفكر والأنشطة الطلابية للمشاركة في المبادرة.
  4. الجمعيات الأهلية والمبادرات التطوعية المحلية: لتسهيل التنسيق بين الشباب في مناطق مختلفة من البلاد.
  5. دعم إعلامي: من وسائل الإعلام الرسمية والخاصة للمساعدة في نشر الفكرة وزيادة الوعي حول المبادرة.

مؤشرات النجاح:

• عدد الجلسات المنفذة في المحافظات.
• عدد الشباب المشاركين في الجلسات والأنشطة.
• تنوع الخلفيات الثقافية والاجتماعية للمشاركين.
• عدد الوثائق المجتمعية التي تم إنتاجها.
• مستوى الرضا والانطباع من المشاركين بعد الجلسات، يُقاس باستطلاعات الرأي.
• عدد الاتفاقيات أو الشراكات التي يتم توقيعها بين المحافظات أو بين الشباب والمؤسسات الداعمة.

نموذج تطبيقي •• محافظة نموذجية

محافظة أسيوط كمثال أولي:
• مشاركة شباب من: مدينة أسيوط – قرى مركز القوصية – قرى مركز البداري – المجتمعات البدوية.
• موضوع الجلسة: “هل يشعر شباب القرى بالتهميش؟ كيف نعيد بناء الثقة؟”
• الجلسة تشمل عرض قصص واقعية من المشاركين، تبادل أفكار، ووضع توصيات تُرفع إلى المحافظ.

قابلية التوسع
• يمكن توسيع المبادرة تدريجياً لتشمل جميع محافظات الجمهورية، بدءاًمن محافظات ذات احتياجات تنموية خاصة.
• يمكن تحويل المبادرة إلى برنامج سنوي تتخلله قمة وطنية شبابية لعرض التجارب والتوصيات.
• قد تتحول المبادرة لاحقاً إلى منصة إلكترونية وطنية للحوار الشبابي المجتمعي، أو حتى إلى برنامج تلفزيوني أسبوعي يُبث من داخل مراكز الشباب في المحافظات.

رؤية مستقبلية

“وصل صوتك” يمكن أن تتحول إلى منصة رقمية وطنية للحوار الشبابي المجتمعي، حيث يتمكن الشباب من التعبير عن آرائهم بشكل دوري ومنظم. هذه المنصة قد تتحول أيضاً إلى برنامج تلفزيوني يبث من داخل مراكز الشباب، مستعرضاً نتائج هذه الجلسات المجتمعية.

تاسعاً : كيف تعزز هذه المبادرة القيم والمبادئ المجتمعية؟

  1. ترسيخ قيمة الحوار مقابل التصادم:
    تحويل الشباب من أدوات للانفعال إلى أدوات للفهم العميق، مما يعزز روح التفاهم وتقبل الآخر.
  2. محاربة الشائعات:
    لا تنتشر الإشاعات في مجتمع حواري منفتح، حيث يكون التواصل المباشر أداة فعالة للتصدي لكل محاولات التضليل.
  3. تعميق الانتماء الوطني:
    من خلال التعرف على التحديات المشتركة رغم التنوع، يصبح الجميع قادرين على فهم التحديات التي يواجهها المجتمع والوطن.
  4. تكوين قادة شباب طبيعيين:
    هذه المبادرة تمنح الفرصة لظهور قادة شبابية ناتجة من بيئاتهم، دون الحاجة للوساطة، بناءً على كفاءتهم في التأثير والحوار المجتمعي.
  5. تعزيز القناعة والرضا:
    عبر إظهار صوت كل فئة، وشعور الجميع بأنهم جزء من الحل، مما يعزز مشاعر التمكين والمشاركة

عاشراً : التوصيات المقترحة لتنفيذ المبادرة وضمان استدامتها

  1. إدراج المبادرة ضمن الخطط الوطنية
    من الضروري أن يتم اعتماد المبادرة ضمن الخطط القومية لمراكز الشباب، كجزء من إستراتيجية الدولة في دعم الشباب وتنمية روح التماسك المجتمعي ويجب أن تدرج هذه المبادرة في برامج وزارة الشباب والرياضة والهيئات ذات الصلة لتوسيع نطاق تنفيذها على مستوى جمهورية مصر العربية.
  2. إطلاق نسخة تجريبية في 6 محافظات متنوعة بدايةً، يمكن تنفيذ المبادرة في 6 محافظات ذات خصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية متنوعة لضمان استفادة أكبر عدد من الشباب في مختلف المناطق. على سبيل المثال، يمكن تنفيذ المبادرة في:
    • القاهرة (كمثال على المناطق الحضرية الكبرى).
    • شمال سيناء (لتشجيع التماسك بين الشباب في المناطق الحدودية).
    • أسيوط وسوهاج (كمثال على المناطق الريفية).
    • مطروح والدقهلية (لتمثيل المجتمعات الساحلية والصعيدية).
    سيعمل هذا التنوع على تحقيق التفاعل بين الشباب من خلفيات وبيئات مختلفة، وتعزيز التواصل فيما بينهم.
  3. تدريب ميسّرين مختصين
    ضرورة تدريب 60 ميسّراً شاباً كدفعة أولى من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الثقافية يجب أن يكون الميسّرون مدربين على تقنيات الحوار البناء، إدارة الجلسات، وتوجيه المناقشات من أجل خلق بيئة صحية وآمنة للتبادل الفكري. ويمكن أن يتم ذلك من خلال ورش عمل مشتركة في مراكز الشباب أو عبر الإنترنت باستخدام منصات التدريب الإلكتروني.
  4. دعم لوجستي للمبادرة
    يجب توفير الدعم اللوجستي الكافي لكل مركز شباب مشارك في المبادرة، والذي يشمل تأمين أماكن مجهزة تجهيزاً مناسباً (قاعات مجهزة بجميع الأدوات اللازمة من أجهزة حاسوب، إنترنت، وأدوات صوتية) يمكن تنسيق هذا الدعم مع وزارة الشباب والرياضة لضمان نجاح الجلسات بشكل مبسط.
  5. تقييم دوري وشامل
    من المهم أن يتم تقييم نتائج المبادرة بشكل دوري، سواء على مستوى الجلسات الفردية أو على مستوى المبادرة بشكل عام يمكن أن يتم ذلك من خلال استبيانات وتقييمات يتم توزيعها على المشاركين، بحيث يتم قياس مدى تأثير المبادرة على وعي الشباب بالتماسك المجتمعي، ومقدار التغيير في أفكارهم وسلوكياتهم. يتعين أن تتم هذه التقييمات كل 3 أشهر، مع إجراء تعديل مناسب في خطط التنفيذ بناءً على الملاحظات.
  6. دمج التوصيات في خطط التنمية المحلية حيث يجب أن تتم ترجمة مخرجات الجلسات الحوارية في صورة توصيات قابلة للتنفيذ، ثم رفعها إلى صانعي القرار على المستوى المحلي، مع تفعيل تلك التوصيات في خطط التنمية المحلية يتم إرسال هذه الوثائق إلى الجهات الحكومية المعنية، مثل وزارة الشباب، ووزارة التخطيط، والمحافظات، لتبني أفكار الشباب وحلولهم في السياسات الوطنية.

الحادي عشر : تقييم تأثير المبادرة على الأمد الطويل

  1. تقوية الروابط المجتمعية:
    على المدى الطويل، ستعمل هذه المبادرة على تقوية الروابط بين أفراد المجتمع وتعميق فهمهم لبعضهم البعض. فكلما زاد عدد الجلسات التفاعلية بين الشباب من مختلف المحافظات، كلما أصبحت لديهم قدرة أكبر على التعامل مع الاختلافات وإيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجههم.

  2. تعزيز مبدأ المواطنة:
    المبادرة ستساهم في تعزيز مبدأ المواطنة لدى الشباب، حيث سيشعرون بأنهم جزء من نسيج اجتماعي واحد بغض النظر عن تنوعهم العرقي أو الديني أو الطبقي هذه المبادرة ستحارب التفرقة والتمييز الاجتماعي من خلال التأكيد على قيم العدالة والمساواة.

  3. دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي:
    مع مرور الوقت، ستساعد هذه المبادرة في بناء شباب متماسك على مستوى القيم والمبادئ، مما يساهم في استقرار المجتمع بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحوار المستمر بين الشباب سيعزز المشاركة المدنية، ويؤدي إلى زيادة الوعي بالقضايا الوطنية، مما ينعكس إيجابياً على المشاركة السياسية المستقبلية.

  4. نشر الثقافة الوطنية:
    بمرور الوقت، ستتجذر الثقافة الوطنية في الأجيال الجديدة، حيث سيتعلم الشباب القيم التي تشكل هوية مصر ويعملون على تعزيزها كما سيسهمون في تقوية العلاقات مع المجتمعات الأخرى خارج مصر، مما يعكس صورة مشرفة للوطن في الخارج.

  5. خلق شبكة من الشباب القادرين على قيادة المستقبل:
    من خلال تعزيز الحوار بين الشباب، ستنشأ شبكة من القيادات الشبابية المؤهلة التي يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في المستقبل هؤلاء الشباب سيشكلون نواة للتغيير الاجتماعي والإيجابي في المجتمع المصري.

الثاني عشر : التحديات المتوقعة وكيفية التعامل معها

  1. التحديات اللوجستية:
    قد تواجه المبادرة تحديات لوجستية تتعلق بتوفير الأماكن المناسبة ووسائل التواصل المناسبة بين المشاركين ويمكن التغلب على هذه التحديات عبر التعاون مع مؤسسات محلية ومتطوعين في كل محافظة لتأمين الأماكن اللازمة.

  2. مقاومة بعض الشباب للمشاركة:
    قد يواجه البعض صعوبة في المشاركة بسبب مواقف مسبقة أو عدم رغبة في الانخراط في الحوار يمكن معالجة هذا التحدي من خلال تنظيم حملات توعية عبر وسائل الإعلام والمشاركة في الأنشطة المدرسية والجامعية، لتشجيع الشباب على المشاركة.

  3. التنوع الثقافي والاجتماعي:
    قد يُعتبر التنوع بين الشباب في بعض المحافظات تحديًا في البداية، حيث قد تختلف آراؤهم حول بعض القضايا بشكل كبير لكن هذا التنوع نفسه يُعد نقطة قوة، حيث سيسهم في إثراء النقاشات وتوسيع الأفق الفكري لجميع المشاركين من خلال توجيه الميسّرين المحترفين، يمكن إدارة هذه التفاعلات بطريقة تحترم جميع الآراء.

  4. تمويل المبادرة:
    لتوسيع نطاق المبادرة، قد تكون الحاجة إلى موارد مالية كبيرة يمكن التعامل مع هذه القضية من خلال الشراكات مع القطاع الخاص أو جذب التبرعات من خلال المؤسسات الخيرية كما يمكن استغلال الموارد المتاحة من الحكومة لتنفيذ هذا المشروع على نطاق واسع.

فى النهايه •• إن المبادرة الوطنية “وصل صوتك – جسور التفاهم بين شباب مصر” تمثل خطوة هامة نحو تعزيز التماسك المجتمعي في مصر، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والسياسية الحالية. فالمبادرة لا تقتصر فقط على توفير مساحة للحوار بين الشباب، بل تهدف أيضًا إلى بناء جيل جديد من القادة المتفهمين والمشاركين في تنمية وطنهم.

بتطبيق هذه المبادرة، يمكن أن نحقق تحولات إيجابية على مستوى العلاقات المجتمعية والشبابية، وأن نخلق بيئة من التعاون والتفاعل بين فئات المجتمع المختلفة، مما سيعزز من استقرار المجتمع المصري على المدى البعيد.

إن التماسك المجتمعي هو ركيزة أساسية لبناء الدولة الحديثة، والشباب هم طاقة المستقبل. لنبني معًا جسور الفهم، ولنقف جنباً إلى جنب لبناء وطن قوي، مستقر، ومزدهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى