اخبارعام

معتز السعيد.. التاجر مع الله

رحيل الأب الروحي لتجار مصر.. والألاف يحتشدون لتشيع جثمانه

أدرك الحاج معتز السعيد، أن فعل الخير ومساعدة الغير وفتح أبواب الرزق لهم، هو أقرب الطرق إلي الله، فذلك

الرجل الذي وصفه جميع تجار مصر الذين يستوردون منتجاتهم من  الصين بـ” الأب الروحي”، أعطاهم من ماله

ومن خبراته، وفتح لهم طرقًا لكسب المال، ولم يغلق بابه يومًا في وجه محتاج، بل كان مسرعًا لفعل الخير، ما

جعل الجميع يحبوه، فبعد معرفتهم بخبر رحيله عن دنيانا، شعروا جميعًا بأنهم فقدوا والدهم، الذي منحهم كل

شئ بلا مقابل.

 

وزير التموين يفتتح مركز خدمة المواطنين فى نويبع ودهب

 

الحاج معتز السعيد، رجل اختار التجارة مع الله، فلم تقتصر المكاسب علي الأموال، بل كسب قلوب كل من

تعامل معه، حيث تباري محبوه علي صفحات موقع التواصل الاجتماعي، للكشف عن بعض أبواب الخير التي

فتحها للجميع، فقل أحدهم ويدعي خالد الشافعي:” كان الحاج معتز، أعظم وأنبل وأذكى وأشطر وأطيب وأجدع

شخص رأيته أو سمعت عنه في العصر الحديث، لا أحد يشبهه أو حتى يقترب منه ولو من بعيد، فهو الأب الروحي

لكل تاجر مصري سافر الصين في آخر ٣٠ سنة”، مضيفًا أنه يرغب في كتابة مقال تاريخي عن كل المواقف وأفعال

الخير التي فعلها مع الناس.

 

الحاج معتز السعيد أطلقوا عليه “الأسطورة” وساعد كل تجار مصر

 

فيما علق أخر:” لا أعرف  رجل أعمال  في العصر الحديث كله يصلح أن ينطبق عليه لقب “الأسطورة” كما ينطبق

على الحاج معتز رحمه الله، فأنا رجل عمري 50 سنة، وأزعم أن عندي من ثراء التجربة الإنسانية والعملية ما لم

يتوفر إلا لعدد قليل من الناس، فأقول وخلفي كل هذه الخبرات والتجارب لا أظن أن في الكون كله شخص

اجتمعت في تجربته من الذكاء والدهاء والنجاح وقوة القلب والشخصية والبصيرة والإحسان والجدعنة والطيبة، ما

اجتمع لهذا الرجل ولا ما اجتمع فيه من هذه الصفات، فالحاج معتز رحمه الله، هو من  حمل على عاتقه تقريبًا

نجاح كل تاجر مصري سافر للصين في أخر ٣٠ سنة، دعمهم جميعا بالمال والمشورة تحملهم في أوقات الركود،

أسقط ديون المئات منهم لما تعثروا وقام بتأجبل وجدولة ديون المئات، أقرض المئات منهم”.

يسبب مشكلات في القلب والظهر.. أضرار الوقوف طويلاً وطرق الوقاية

واستطرد:” هل ترون هذه الأسماء الكبيرة في عالم التجارة في مصر خاصة في مجال الملابس والشنط والأحذية

والإكسسوارات؟، لقد حملهم جميعا لسنوات، حملهم وحماهم ودعمهم وأنقذهم وتحملهم”، مضيفًا:” أحدهم

أمس قال لي: كان أخر لقاء مع الحاج من أسبوعين وكأنها موعظة مودع، سألني فيه عن زكاة مالي، وقال لي :

إوعى تكون ما بتحسبش زكاتك صح ، طلع بزيادة”.

وتابع: مرة كنت بزوره في مكتبه من ١٠ سنوات تقريبا، لقيت واحد ماشي وراه في المكتب بورقة فيها عشرات

الأسماء، تبين لاحقًا أنها قائمة الرواتب الشهرية لمن يعولهم”.

الجنازة شهدت احتشاد الألاف  لتشيعه إلي مأواه الأخير

 

وأضاف أخر:” في عام ٢٠٠٩ كنت هتحبس علشان ديون بـ١٥٠ ألف جنيه، وفي الوقت دا المبلغ كان يجيب عربية، اتصلت بيه وقولت له يا حاج أنا محتاج ١٥٠ ألف جنيه وهو عارف إني متعثر، والسوق كله عارف إني واقع ومديون، قال لي: عدي علي المكتب خدهم، بدون أي نقاش، ولا سؤال عن موعد وكيفية السداد فقط عدي علي  المكتب خدهم”.

وقص أحد محبيه موقف أخر، حيث قال:” الحاج مرة واحد طلب منه مبلغ كبير سلفة، فالحاج مايعرفوش فاتصل بيا وسألني عليه وقولت له صادق ومزنوق جدا يا حاج، بعد ساعتين كان المبلغ مع الرجل والحاج قال لي : الرجل استلم المبلغ ولو ماجابوش أنا مسامح”.

وأوضح أخر: عمري ما شيلت هم الفلوس وأنا مسافر الصين، ولا شيلت هم هاجيب فلوس البضاعة منين”، وغيرها من المواقف، التي تؤكد أن ذلك الإنسان ينطبق عليه قول النبي الكريم:” إن لله عبادا اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله”، وهو ما تجلي في جنازته، حيث تدافع الألاف لتشيعه لمأواه الأخير، وسط أصوات تعالت بالدعاء له بالرحمة، الأمر الذي جعل الجنود المكلفة بتأمين مقابر القوات المسلحة بالسؤال عن رتبة الفقيد من ضخامة المشهد، فجاء الرد: رتبته الحب في قلوب من عرفه و تعامل معه”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى