تحقيقات وملفات

أصغر قيادي بالجماعة الإسلامية يكشف لـ«الرأي» خبايا الأفكار المُسلّحة وتبعيتها للإخوان الإرهابية.. «2»

حوار: محمد علي

 

حركة الأنصار بقيادة عاصم عبد الماجد جمعت تبرعات وأرسلت بعضها للمجاهدين في سوريا

الجماعة الإسلامية تفتت إلى ثلاث جبهات، كل جبهة كانت بقيادة أحد القيادات

أغلب قيادات الجماعة الإسلامية ما زالوا تحت عباءة الإخوان

قيادات الجماعة الإسلامية لا يُعرف لهم وجهة أو ملة

 

شباب عشقوا العمل السياسي والطواف في رحابه، فمنهم من أثبت للجميع أنه ذات حنكة سياسية، وتمكن ببراعة وذكاء من الوصول بسرعة البرق لأعلى المناصب السياسية، وبعدها بات حديث الجميع داخل مصر وخارجها ..

حوار ثريٌ بكل المعاني، والجراءة في الكلام شئ ممتع للغاية،  والسقف لديه مرفوع فليس هناك محظور والكل مباح.. عبد الرحمن محمد

عبد الرحمن محمد، المعروف بـ«عبد الرحمن صقر»، القيادي السابق بحزب البناء والتمية، والمتحدث السابق باسم جبهة الإصلاح والتنمية الجماعة الإسلامية، أحد شباب ثورة يناير، رغم صغر سِنّه، ويُعد أحد أهم أعضاء الجماعة السابقين وخاصة في محافظة المنيا.

كان مسئولًا عن تجهيز وترتيب اجتماعات مجلس شورى الجماعة بشكل دوري، كما أنه المسؤول أيضًا ًعن تنفيذ ما تؤول إليه قرارات المجلس في محافظة المنيا التي كانت تحت سيطرته.

يروي «صقر» في حوار خاص لـ«الرأي» الجزء الثاني، بعدما نشرنا الجزء الأول منه، شهادته، التي تكشف أسرار خفيّة عن الجماعة الإسلامية وعلاقته بها وردوده على بعض تصريحات قيادات الجماعة التي تُكْشَف للمرة الأولى، بعد أن انشق عنها مؤخرًا، ويحكي تفاصيل علاقاتها القوية والسرية بكل من إيران وقطر، وتلقيها تمويلات من البلدين.

 

 

لماذا تأخرت في تقديم استقالتك من حزب البناء والتنمية لعام 2014 م؟

هناك عدة أسباب متتالية جعلتني أتأخر وآخذ برهة من الوقت في أخذ القرار المصيري بتقديم استقالتي من حزب البناء والتنمية حتى عام 2014م، وحتي لا أندم على قراري هذا.

أوّل تلك الأسباب هو محبّتي للحزب وللجماعة؛ فكنتُ أنصحهم آملًا في التغيير من الداخل، وذلك من خلال الدعوة إلى ترك التحالف مع الإخوان والنظر بشكل عملي لكيان الحزب.

أمّا ثاني الأسباب؛ فكانت سؤالي النابع من داخلي بهل سيستمر الحزب في التحالف مع الجماعة الإرهابية أمْ سيكون هناك نقطة فاصلة وإنهاء عقد الزواج العرفي إلا أنّ اليأس تملّك مني وأدركت أنّه لا أمل في الإصلاح الحقيقي من الداخل؛ بينما السبب الثالث هو إنجازات ومواقف سياسية متميزة ومحترمة لحزب البناء والتنمية.

إذا كنت ترى إنجازات للحزب فحدِّثنا عنها، ودعنا نسجل اعتراضنا على كلمة “إنجازات”؟

سأحدثك على سبيل المثال لا الحصر؛ أول مشاركة للحزب في الانتخابات البرلمانية حصل على سبعة عشر مقعدًا، على الرغم من أن الحزب تم تأسيسيه قبل موعد الانتخابات بأيام قليلة، أيضًا، ترّفُعِ الحزب عن رئاسة اللجان البرلمانية المختلفة، وهو ما أشاد به الجميع بعد تنازلهم أيضًا عن المقعدين المخصصين له لصالح الأحزاب المدنية حتى يتوافق الجميع على تشكيل التأسيسية وتجنب البلاد تبعات الإختلاف والشقاق.

نظّم الحزب عشرات الفاعليات لدعم الدستور وللرد على المشكيين فيه، بالإضافة إلى إطلاقه لمبادرة الحوار الوطني بالتنسيق مع القوى السياسية بعد الانتهاء من الدستور.

بعد ثورة 30 يونيو الجماعة الإسلامية تفتت وصارت كيانات.. فما هي أسباب ذلك؟

كما ذكرنا سابقًا تحالف الجماعة مع الإخوان ثم عودة القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية للظهور وعلى رأسهم الشيخ كرم زهدي وفؤاد الدواليبي وشريف أبوطبنجه المحامي وحمدي عبد الرحمن وتأسيسهم جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية.

تلك الجبهة كانت تنادي بالعودة لمبادرة 97 ونبذ العنف وتغير الصورة التي أظهرها كلا من الدكتور طارق الزمر والمهندس عاصم عبد الماجد بأن الجماعة عادت مجددًا للعنف الدموي.

وظهرت حركة أخرى تسمى بتمرد الجماعة في محافظة دمياط ونواحيها بقيادة المحامي وليد البرش والشيخ عوض الحطاب وتدعو للخروج من عباءة الإخوان والعودة إلى لمبادرة 97.

وظهرت حركة أحرار الجماعة الإسلامية بقيادة ربيع شلبي وهو في ذاك الوقت يعمل مدرسًا في محافظتي بني سويف والفيوم.

تلك الحركات الثلاثة كانت تدعو في الأساس لترك العمل السياسي والتمسك بالمهمة الأولى للجماعة وهو العمل الدعوي.

ذكرتُ أنَّ الجماعة تفتت وصارت كيانات؛ فما هي الكيانات الموجودة حاليًا للجماعة على الساحة؟

طرف بقيادة الخارج وعلى رأسهم الثلاثي الذي كان يظهر دومًا على منصة رابعة المهندس عاصم عبد الماجد والدكتور طارق الزمر والشيخ محمد الصغير وتوالى المؤيدون لهم وعلى رأسهم إسلام الغمري وممدوح علي يوسف وكل بمجموعته.

كان هدفهم الرئيسي العمل الثوري ومما ذكره المهندس عاصم عبد الماجد بتأسيس الحرس الثوري قبل أحداث 30 يونيو لحماية مرسي.

وفي الوقت الحالي تغير كل تفكيره برمته ونادى عاصم عبد الماجد بإبعاد الإخوان عن المشهد والإهتمام بالعمل الثوري وحشد الجماهير ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامه.

طرف بقيادة الداخل وعلى رأسهم المهندس أسامه حافظ، والمقدم عبود الزمر “الضابط السابق بالمخابرات الحربية والمشارك في عملية اغتيال السادات”، وعبد الآخر حماد مفتي الجماعة الإسلامية، وصلاح هاشم، وهؤلاء هم أغرب من وجدوا في تاريخ الجماعة حيث إنه لا يعرف لهم وجهة أو ملة.

في بعض الفترات يصمتون عن هفوات القيادات بالخارج، وفي بعض الأحيان يردون عليهم وكأن الموضوع تقسيم أدوار فأحدث الخلافات التي حدثت عزل طارق الزمر من حزب البناء والتنمية وليس تقديم استقالته. وهم ما زالوا في عباءة الإخوان.

وتأرجح بين الجميع الشيخ على الشريف الكبير والدكتور ناجح إبراهيم، فهما مؤيدان للجميع، ولم تعرف بعد وجهتهما، وكأنهما موضعين لأداء دور ما في المستقبل رغم ظهور الدكتور ناجح إبراهيم وعلاقته القوية بالدولة المصرية، والقواعد الصغيرة تائهة بين هؤلاء جميعًا.

كيف ترى موقف عاصم عبد الماجد قبل وبعد ثورة 30 يونيو؟

عاصم عبد الماجد قبل 30 يونيو وبعدها كان من الرافضين وبشدة من وجود أحزاب سياسية في حياة الجماعة ويعتبرها شئ سابق لأوانه وكان يطالب بأن تتنظر الجماعة على الأقل 10 سنوات حتى يكون هناك نضوج سياسي لكوادرها يمكنها من الإنخراط في العمل السياسي، وأن عمل الجماعة الأساسي هو الدعو.

وقد سبق له أكثر من مرة في الفترة قبل 30 يونيو أن قدّم استقالته من الجماعة كلها وبعد تركه لمنصب المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية كلها، وتم الضغط عليه من أعضاء مجلس شورى الجماعة للعودة عن تلك الإستقالة.

وأسس خلال هذه الفترة حركة الأنصار، وكانت مبررات تأسيس الحركة حينما اعترضت الجماعة على تأسيسها أن هذه الحركة أسست على أساس نصرة الثورة السورية فقط لا غير من خلال جمع التبرعات لدعم الأسر السورية المتواجدة في مصر وإرسال بعض التبرعات للمجاهدين في سوريا، وصدرت الحركة بعض الأفراد للجهاد في سوريا لمناصرة الثورة السورية.

 

انتظروا الجزء الثالث من الحوار قريبًا،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى