البنك العربي يحذف خريطة الوطن العربي من شعاره.. طمس للهوية الفلسطينية أم تطبيع؟
كتبت: هدير عبد الوهاب
أعلن البنك العربي عن تغيير شعاره التاريخي، مستبدلًا خريطة الوطن العربي بسلسلة من الدوائر المجردة.
الشعار القديم الذي كان يضم خريطة الوطن العربي دون وجود للكيان الصهيوني، كان مرتبطًا بفكرة القضية الفلسطينية منذ تأسيسه عام 1930 على يد عبد الحميد شومان.فما قصة هذا التغيير؟ وكيف ارتبط البنك تاريخيًا بالقضية الفلسطينية؟
تاريخ البنك العربي
عبد الحميد شومان، مؤسس البنك العربي، ولد في قرية بيت حنينا بالقرب من القدس عام 1888، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1911 للبحث عن فرص أفضل. وبعد نجاحه في تجارة المنسوجات، قرر العودة إلى فلسطين عام 1929 حاملاً معه خبرة اقتصادية كبيرة، ليؤسس في العام التالي البنك العربي في القدس بهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني ومساندة التجار والمزارعين في مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحت الانتداب البريطاني. بالإضافة إلى دعم المشاريع التنموية، وإنشاء البنية التحتية التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني. كما كان للبنك دور في دعم اللاجئين الفلسطينيين وإنشاء المؤسسات التي تعنى بشؤونهم.
إقرأ أيضاً: زيلنسكي مهدداً ترامب: لايمكن استبدالي الآن!
ضغوط دولية وغرامات مالية
واجه العربي العديد من الضغوط القانونية والاقتصادية. حيث تعرض لغرامات هائلة خاصة من الولايات المتحدة، بسبب تحويل أموال للفلسطينيين في قطاع غزة. إحدى أبرز القضايا التي واجهها كانت تعرضه لغرامة ضخمة بسبب تحويل تم من سيتي بنك الأمريكي، ووصل عن طريق البنك العربي لمن تصنفهم الولايات المتحدة إرهابيين، بينما لم تُفرض أي عقوبات على سيتي بنك الذي نفذ التحويل في المقام الأول. ما أدى إلى تقليص عمليات البنك في نيويورك.
لماذا اختار شومان اسم “البنك العربي”؟
لم يكن اختيار اسم البنك صدفة، فعندما قرر عبد الحميد شومان تأسيس مصرفه في القدس، لم يختر اسمه عبثًا. إذ قال شومان في إحدى المناسبات:”لمّا عزمت على تأسيس هذا البنك، لم أشأ أن أطلق عليه اسمي أو اسم قريتي بيت حنينا أو بلدي فلسطين.. بل اسم الأمّة العربية والوطن الكبير، فسمّيته: البنك العربي”.
قرار تغيير الشعار في هذا التوقيت أثار تساؤلات عديدة عن التزام البنك بالقضية الفلسطينية وهويته العربية. هل سيتمكن من الحفاظ على إرث عبد الحميد شومان ومواصلة دعم القضية، أم أن تغيير الشعار هدفه طمس الهوية الفلسطينية !
