إرتبطت المناسبات العامة في مصر بالعديد من الأطعمة والطقوس التي يتم ممارستها بصورة دورية كانوع من أنواع الإحتفال بهذة المناسبات، ومن أهم هذة المناسبات “المولد النبوي الشريف” الموافق 12 ربيع أول، فإبتداع المصريون “حلاوة المولد” للاحتفال بهذة المناسبة الشريفة، وهو الأمر الذي شكل “فلكلور شعبي” متوارث إلى يومنا الحالي.
تاريخ “حلوى المولد”
تعد مصر أول من بدأ الاحتفال بـ”المولد النبوي“، وذلك في عصر الفاطميين عقب دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي لمصر عام 973، فقام الفاطميون بصناعة “حلاوة المولد”.
وكان الفاطميون ينتظرون المناسبات الدينية للتقرب من الشعب، بإعداد الولائم والعزائم وتوزيع الهدايا على المواطنين، فظهرت في العهد الفاطمي فكرة صنع “حلوى المولد” كي يتم توزيعها على الناس والأطفال في الشوارع احتفالًا بالمولد النبي.
وتعددت الأقاويل حول تفاصيل صناعة “حلوى المولد”، بأنها دخلت مصر في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، حينما قام صانع الحلوى بصنع قالب حلوى على شكل “عروسة” كناية إلى زوجة الحاكم بأمر الله حيث استوحوا الفكرة والأشكال من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود يوم المولد النبوي الشريف.
وهناك رواية أخرى تقول إن الحاكم بأمر الله كان يحرص على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوباً أبيض، ما أهدى مبتكريها فكرة صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان، وتوزع في توقيت مرورهما كل عام، حتى أصبحت عادة مصرية وطقسًا يرتبط بالمولد النبوي.
“عروسة المولد”
من أشهر أشكال “حلوي المولد” هي “عروسة المولد”، ومن المعروف أنها صناعة مصرية خالصة، كانت في بداية الأمر تصنع على شكل قالب من الحلوى يتم تجميله بأشكال وألوان مختلفة لتعطي مظهرًا جذابًا ويوضع بجانبها حصان أو جمل، و كانت تلقى إقبالًا كبيرًا في تلك الفترة، ومع مرور الوقت إنقرضت عروسة المولد المصنوعة من الحلاوة وحل محلها “عروسة المولد” المصنوعة من البلاستيك المزينة بالأقمشة المختلفة.
أماكن البيع
وتتركز أماكن بيع “حلاوة المولد” داخل المناطق الشعبية بمحافظة القاهرة بالقرب من تمركز القاهرة الفاطمية القديمة، في مناطق شارع باب البحر الكائن بمنطقة وسط القاهرة، والذي يعد معقل صناعة حلوى المولد في العاصمة، ويضم عددًا من المصانع والورش المتخصصة في صناعة هذه الحلوى بما فيها العروسة التقليدية، وكذلك منطقة باب الشعرية والموسكي وحارة اليهود وغيرها من الأماكن القريبة من القاهرة الفاطمية.
أنواع “حلوى المولد”
تشكلت “حلوى المولد” في البداية على هيئة حصان أو عروس توزع على الأطفال، وأدخل المصريين عليها تعديلات وألوان لتعطي مظهرًا جذابًا ذات بهجة يلائم كل فئات الشعب.
وتعد “السمسمية والحمصية والفولية والملبن” حلويات المولد الأشهر على مر العصور، لكن حاليًا تطورت الصناعة وأصبحت هناك أصناف مُستحدثة فحواها المكسرات مثل البندق والفستق والكاجو أو مضاف إليها قمر الدين والمشمش المجفف والكريز والقراصيا، بهدف جذب المستهلك بقطع ذات ألوان مبهجة وطعم لذيذ.
أسعار “حلوى المولد”
ويشهد موسم “المولد النبوي” من كل عام ارتفاعًا كبيرًا في أسعار “حلوى المولد” بسبب إقبال المواطنين الشديد على شرائها، حيث بلغت لعام 2021 في بعض المحلات ما بين 200 إلى 250 جنيهًا للعلبة الميني الصغيرة، اما سعر العلبة الوسط الكرتون تتراوح ما بين 350 إلى 450 جنيهًا، وسعر العلبة الوسط الصفيح نحو 470 جنيهًا، وسعر العلبة الكبيرة نحو 550 جنيهًا، ويبلغ متوسط سعر العلبة الجامبو نحو 800 جنيه، وفي بعض محالات الحلوى الشهيرة تصل سعر العلبة الجامبو إلى 1350 جنيهًا، وهناك علب تسمى “vip” وزنها 3 كيلو ويصل سعرها لـ3650 جنيهًا.
وتأتي ذكرى “المولد النبوي” الشريف لهذا العام يوم الاثنين الموافق 18 أكتوبر الجاري.
