ساحة الرأي

محمد حراز يكتب السراب الحلقة الثالثة عشرة

 

جلست لاميتا لخيم مع قائد الأمن الداخلي الذي يشرف على عمل الشرطة الاسرائيلية وقصت عليه كيف تعرضت للإغتصاب البشع، والذي كادت أن تفقد حياتها، إلاَّ أن السلطات الايطالية أفرجت عنه..

طمأنها قائد الأمن الداخلي قائلا: سيدتي أنتِ مواطنة إسرائيلية تُقدمين لدولة اسرائيل رسالة سامية، ووفق البند رقم ٣ من مرسوم الشرطة الصادر منذ أسابيع، سنحقق في البلاغ بكل شفافية، وأؤكد لكِ أنكِ ستحصلين على حقوقك، واني أتقدم لكِ بإسم دولة إسرائيل اعتذارا عن ما لحق بكِ من أذى

لاميتا: أشكرك

نبهها المحقق إلى عدم الحديث لوسائل الإعلام أو للصحف، حتى لا يأخذ حذره..

تفهمت لاميتا ذلك الأمر فقالت: لن أتحدث..

انصرفت لاميتا لخيم وهي واثقة أنها ستقتص من صلاح، واستراحت أكثر بعد تأكيد قائد الأمن الداخلي بعدالة قضيتها..

 

مقر الموساد الإسرائيلي في ٣ اكتوبر  ١٩٧٢ الموافق يوم الثلاثاء

وصلت رسالة إلى الضابط إيهود شاؤول من قائد الأمن الداخلي  يستفسر فيها عن المواطن شولومو هارون مزراحي، كما طلب في البرقية معلومات كاملة عنه.

على الفور اتصل إيهود شاؤول بقائد الأمن الداخلي لمعرفة السبب الذي دعاه لطلبه هذا، فأخبره بالقصة كاملة..

هنا طلب إيهود شاؤول لقاء قائد الأمن الداخلي على وجه السرعة وذلك لحساسية الموقف، مع وقف التحقيقات لحين استدعاء شولومو من روما..

 

 

روما في صباح الرابع من أكتوبر ١٩٧٢ الموافق يوم الأربعاء

تلقى صلاح برقية من ضابط الموساد إيهود شاؤول يطالبه بالعودة لإسرائيل على وجه السرعة، وذلك للتدريب على الأجهزة الأمريكية الحديثة التي تسلمتها تل أبيب، وأنه سيكون من أوائل الذين يتلقون التدريب عليها..

لم يتوانى صلاح لحظة، فأخبر مارتينا أنه مسافر على طائرة العال إلى إسرائيل فجر الجمعة، كما أكد عليها بمعاملة الطلبة العرب بصفة عامة، والمصريين بصفة خاصة بلطف، لتكون الشركة هي المكان المفضل للسفر لهم من خلالها ..

 

 

تلقت زارة برقية من صلاح أنه قادم من روما في زيارة سريعة لرؤيتها ورؤية ابنته آريس، وأنه سيحضر التورتة معه من روما للإحتفال بيوم كييبور

 

 

مطار اللد في السادس من اكتوبر ١٩٧٢ الموافق يوم الجمعة

يظهر صلاح في صالة الوصول رقم 2 وهو يحمل التورتة التي وعد بها زوجته، ليجد إيهود شاؤول في انتظاره..

كانت سعادة صلاح برؤيته الضابط إيهود لا توصف ظنا منه أنه جاء لاستقباله، ولم يكن ليتخيل أنه جاء ليصطحبه حيث الغرفة ٦٣ بالدور الرابع بمبنى الموساد لاستجوابه، بعد توصية من رئاسة الموساد بسبب بلاغ المغنية لاميتا لخيم..

ترك إيهود شاؤول صلاح في الغرفة ٦٣ لعدة ساعات، بدون طعام أو شراب، حتى كاد أن يفقد أعصابه، وعند اقتراب الساعة من الحادية عشرة مساءا دخل إيهود شاؤول عليه، فسأله صلاح: ماذا حدث؟! هل أنا مقبوض عليَّ؟

لم يرد إيهود شاؤول على صلاح الأمر الذي جعله في حالة قلق أكثر، فقال: ما الأمر .. هل هناك شيئا ياسيد إيهود

فرد عليه إيهود باقتضاب: هلا التزمت الصمت

هنا أدرك صلاح أن الأمر جد خطير…

الدقائق كانت تمر عليه كأنها ساعات والساعات تمر كأنها أيام، حتى كادت رأسه أن تنفجر، لاحقته الأفكار والظنون من هنا وهناك، هل كشفته المخابرات المصرية في روما أيضاً، هل هي حادثته مع لاميتا لخيم، ام سيسليا أهارون، ام حكايته مع جورجينا عوفر..

دارت به الغرفة، وكاد أن يسقط أرضا، فلم تُعد تتحمله قدماه، ولم يعد يتحمل من كثرة الأفكار التي تتصارع داخل رأسه، حتى فاجأه إيهود شاؤول بقوله: لماذا حاولت قتل لاميتا لخيم؟!

هنا كانت الصدمة التي نزلت عليه مثل الصاعقة، فلم يستطع الرد مباشرة، وتردد في الإجابة، ثم لملم قواه المبعثرة بين جدران الغرفة فقال: لاميتا لخيم .. لم أفعل..

عندئذ هم إيهود شاؤول بالخروج من الغرفة، ثم التفت إليه قائلا: سَتَمثُل للتحقيق بعد قليل .. لم يَعُد في إمكاني مساعدتك ..

صلاح: فهل يمكنني طلب شراب

رمقه إيهود بنظرة فيها كل الإجابات، ثم انصرف ولم يرد عليه…

بعد خروج إيهود شاؤول بخمس دقائق، تم نقل صلاح إلى غرفة أخرى بواسطة اثنين من الحرس، بعد أن وضعوا كيسة سوداء فوق رأسه، وساروا به مايقرب من دقيقتين، ثم قام أحدهما برفع الكيسة السوداء ليجد صلاح نفسه أمام فريق من المحققين، يترأسهم الجنرال أبراهام سولومون، والضابط زاك ساغال، والضابط ديفيد عوبديا…

أنكر صلاح التهم الموجهة إليه تماما، مدعيا كذب المغنية لاميتا لخيم وأرجع اتهامها له لعدم تمكنها من الحصول على تذكرة سفر إلى إسرائيل لرؤية والدها المريض كما أخبرته بذلك.

هنا أقر المحققون الثلاثة بتسليم شولومو هارون مزراحي إلى الأمن الداخلي ومن ثم إحالته للمحاكمة..

 

القاهرة مساء العاشر من أكتوبر ١٩٧٢ الموافق يوم الثلاثاء

السيد عبد الرحمن مطر يستأذن للدخول على السيد آسر منير

السيد آسر: اتفضل

السيد عبد الرحمن: برقية من ١١٣ يافندم

يتناول السيد آسر البرقية المكونة من ثلاث كلمات ليقرأها: أخيرا سقط الضبع..

السيد عبد الرحمن ينظر إلى السيد آسر وفي عينيه ألف سؤال

السيد آسر مبتسما ابتسامة النصر وكأنه قرأ كل مايدور في رأس السيد عبد الرحمن فقال بنبرة تملؤها الثقة: شوف ياعبد الرحمن، عناصرنا قاموا  بتسريب خبر إحالته للقضاء، فقامت صحف المعارضة بالنشر تحت عنوان فضيحة للموساد في روما، فسارعت فتاة تدعي سيسليا أهارون بتقديم بلاغ اتهمته فيه باغتصابها في مكتب شركته بروما، كذلك تقدمت فتاة أخرى تدعى جورجينا عوفر، ببلاغ آخر تتهمه فيه وصديق له يدعى إميل موصيري بالتناوب باغتصابها في تل أبيب…..

السيد عبد الرحمن: كده نقدر نقفل ملف شولومو يافندم.

السيد آسر: للآبد ياسيد عبد الرحمن

إل ى اللقاء في الحلقة الرابعة عشرة والأخيرة

السيد الأعرج

محرر متخصص في تغطية أهم أخبار والأحداث الرياضة محلياً وعالمياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى