ساحة الرأي

محمد حراز يكتب السراب الحلقة السادسة

 

مبنى المخابرات

السيد سليم: بصراحة يافندم اختيارك لزياد المنوفى علمنا ازاي نختار العناصر المساعدة

السيد محمود العلايلي: شوف ياسليم مش لازم يكون الحس الوطنى هو الدافع فى اختيارك للعنصر اللى بتختاره علشان يتعاون معاك، صحيح دا شيء أساسي وعظيم، لكن لازم يكون استعداده للتعاون نابع من داخله وبدون أي مقابل دا أولاً، ثانياً ودا الأهم وعايزك تركز هنا ياسليم

السيد سليم: مع حضرتك يافندم

السيد محمود العلايلي: مهم جداً يكون العنصر لديه القدرة على تقمص الأدوار، يعني يقدر يمثل..

السيد سليم: يمثل؟!

السيد محمود العلايلي: طبعاً، لأن فى أوقات بيتعرض فيها العنصر لمواقف تفرض عليه استخدام موهبته في التمثيل، إما لإقناع الآخر بموقف هو في حاجة لإظهاره، أو للخروج من مأزق، وده كان متوفر في زياد المنوفي، طبعا مع التدريب ودراسة شخصية صلاح، قدر زياد يكسب صداقته بسهولة، خاصة ان صلاح لم يتم تدريبه بعد.

السيد سليم مبتسما: بصراحة يافندم حضرتك مدرسة كبيرة بتعلمنا كل يوم حاجه جديدة، لكن تسمح أسأل سيادتك سؤال؟!

السيد محمود العلايلي: اتفضل ياسليم

السيد سليم: حضرتك هاتسيب صلاح يسافر؟!

السيد محمود العلايلي: طبعا، لأن حاقان هيبدأ معاه المرحلة الثانية من التدريب والتأهيل على بعض الأجهزة الحديثة اللي حصلوا عليها، وبالتالي هايرجع بيها مصر، احنا بقى محتاجين الأجهزة دي.

السيد سليم: تمام يافندم..

السيد محمود العلايلي: المراقبة مستمرة حتى باب الطائرة .. لكن للمرة الألف بأكد، المراقبة والتعامل يكونوا فى منتهى الحرص، مش هاسمح بخطأ يحصل، ولو بنسبة واحد فى المية

السيد سليم: اطمن يافندم

السيد محمود العلايلي: اتفضل ياسليم

 

مطار أثينا عصر الجمعة الموافق ١٨ يونيو ١٩٧١

أنهى صلاح إجراءات الوصول، ثم استقل تاكسى، وطلب منه الذهاب إلى “٩”ميدان أمونيا

وصل صلاح إلى العنوان، ثم صعد إلى الشقة رقم “٥” وجدها مقر لمجلة شهيرة تصدر باللغة اليونانية، سأل فتاة تجلس على آلة كاتبة عن زاره، فأخبرته بأنها في مكتب إدارة التحرير، فطلب منها أن تخبرها بحضوره، على الفور خرجت زاره واستقبلته بحرارة شديدة، ثم اصطحبته إلى مكتبها، وما أن أغلقت الباب حتى قامت بتقبيله ثم احتضنته من الخلف وقالت وزراعيها حول تتدليان على صدره (صلاااااح …. بحبك)

صلاح: وحشتيني

زاره: بحبك صلاح

صلاح: محتاج أشرب قهوة

طلبت زاره القهوة، وفور انتهاء صلاح من احتساء قهوته، غادرا مقر المجلة، إلى حي “بسيري” حيث تقيم زاره، وما أن دخلا الشقة وأغلقت زاره الباب حتى عاودت معانقته بشدة، ثم طلبت منه أن يدخل ويأخذ حماما، ويبدل ملابسه من أجل تناول العشاء في أحد المطاعم..

 

على ضوء الشموع وفى واحد من أرقى المحلات اليونانية جلست زاره مع معشوقها وقضيا سهرة تناولا فيها الطعام والشراب، ثم عادا إلى المسكن، ليفعل صلاح مافعله في مصر، لكن وسط كل هذا، لم تنسى زاره انها مواطنة اسرائيلية تعمل فى الموساد، لتقوم بتوثيق مافعله صلاح صوت وصورة، وفي أوضاع متعددة ومختلفة، ليكون وسيلة للضغط إذا ما فكر لحظة فى عدم تنفيذ مايُطلَب منه.

في اليوم التالي اجتمع حاقان وزاره بصلاح، في مقر المجلة.

حاقان: نورت اثينا صلاح..

صلاح: أشكرك حاقان..

حاقان: اتبسطت صلاح..

صلاح ينظر لزاره ويبتسم ثم يقول: أنا شايف انك عايز تقول حاجة حاقان

حاقان: أنا .. لا .. تخبرك زاره..

صلاح: زاره !!

زاره: نعم صلاح …. هناك أمر خطير

صلاح: للدرجة دي؟!

زاره: المخابرات المصرية كشفتك

صلاح: إيه .. مستحيل .. إزاي!!

حاقان: آبى موسى…

صلاح: آبى موسى؟!

حاقان: فاكر الشاب اللى طلب منك في الميدان أنك تنوع مصادرك؟

صلاح: إيه طلع مخابرات؟!

حلقان: لا .. صلاح، آبى موسى شغال معانا، كان مكلف بمراقبتك، شاهد صديقك زياد بصحبة ضابط من المخابرات المصرية بالقرب من كلية العلوم، في آخر لقاء جمع بينكما

صلاح: زياد !!

ابن الكااااااالب، وإيه العمل؟!

زاره: قررنا عدم عودتك لمصر

صلاح: أُمال هاروح فين؟

زاره: هتسافر تل أبيب

صلاح: تل أبيب؟!

حاقان: فى تل أبيب سيتم تدريبك، وتجهيزك ثم إعادتك إلى هنا مرة أخرى، هانزرعك وسط المصريين شولومو..

صلاح: شولومو؟!

حاقان: شولومو، اسمك الجديد .. اتفضل، جواز سفرك .. بإسمك وصورتك

صلاح يأخذ جواز السفر ويقوم بفتحه ويقرأ: شولومو هارون مزراحي، الديانة يهودي، الجنسية إسرائيلي، محل الميلاد معالوت ترشيحا

حاقان ينظر إلى زاره ويقول: شولومو هارون مزراحي

صلاح ينظر لزاره ويقول: كنتوا عارفين ومجهزين كل حاجه؟!

زاره: نعم .. علشان تكون مطمن وتتصرف بطبيعتك، انت أصبحت واحد مننا شولومو ولازم نخاف عليك

صلاح: شولومو؟!

حاقان: من الآن أنت يهودي اسرائيلي .. انسى اسمك العربي شولومو

وسط هذا التحول الدرماتيكي في الأحداث لم يستطع صلاح نسيان أمر واحد ملك عليه كيانه وتفكيره فقال: حيث كده بقى أنا عايز اتجوز زاره

زارة: مينفعش شولومو

صلاح: وليه مينفعش زاره. أنا بحبك؟!

زاره: وانا كمان بحبك لكن انت مسلم..

صلاح يمسك بجواز السفر ويقول: لكن جواز السفر بيقول إنى يهودي

زاره: يبقى نروح المعبد بكره فى أيونيس وتعترف أمام الحاخام بأنك يهودي

صلاح: نروح زاره….

إلى اللقاء في الحلقة السابعة

السيد الأعرج

محرر متخصص في تغطية أهم أخبار والأحداث الرياضة محلياً وعالمياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى