ساحة الرأي

محمد حراز يكتب السراب الحلقة السابعة

 

فى ٢١ يونيو ١٩٧١ الموافق يوم الأثنين، ذهبت زاره برفقة صلاح وحاقان إلى المعبد اليهودي فى أيونيس، الشيء العجيب أنه لم يتردد لحظة فى الذهاب معهم إلى المعبد

داخل البهو الابراهيمى بالمعبد وقف صلاح أمام الحاخامات الثلاثة، فى ثبات يستمع إلى الحاخام الأكبر وهو يوجه إليه الأسئلة بصورة مباشرة

الحاخام: ما إسمك؟

صلاح: صلاح عبد الفتاح رشوان

الحاخام: جنسيتك؟

صلاح: مصري

الحاخام: مسلم؟!

صلاح: قبل دخولي المعبد…

الحاخام: هل لديك النية فى ترك دينك؟

صلاح: ولماذا أتيت….

 

جاءت أجوبة صلاح على أسئلة الحاخام الأكبر بثقة وتلقائية، فأراد الحاخام أن يرى ردة فعله، فوجه له سؤالاً مباشراً فقال: مالذي دفع رجل مثلك يدرس بالجامعة وعلى قدر من العلم ترك ديانته وجنسيته لاعتناق اليهودية؟!

هل نيتك صالحة وصافية؟

هل هناك مصلحة معينة دفعتك لذلك؟

نظر صلاح إلى زاره، ثم إلى حاقان، ثم قال: شعرت أن اليهودية ديانة تناسبني، ديانة تناسب عقلى وفكرى..

 

هنا بدأ الحاخام يوضح له الصغائر والكبائر بعد اطمئنانه له، ثم سأله هل لديك النية في تغيير اسمك

صلاح: لقد فعلت

الحاخام: وما هو الإسم الذي اخترته لنفسك

صلاح: شولومو هارون مزراحي

هنا ابتسم الحاخام وضع يده فوق رأسه وقال: بوركت أيها الولد الصالح..

 

خرج صلاح من المعبد بعد ارتداده عن دينه، وقد تخلى عن جنسيته، فور استلامه جواز السفر من حاقان، فقالت له زاره: لقد اغضبتني وأنت أمام الحاخام شولومو

صلاح: والآن ؟!

زاره: سأتزوجك، ولكن أخبرني كيف جاءت ردودك على الحاخام الأكبر بهذه الثقة، وبهذا القدر الكبير من المرونة؟!

صلاح: قرأت في عدد كبير من الكتب العبرية أثناء دراستي، فلو أن الحاخام شك لحظة، ان رغبتي في اعتناق اليهودية من أجل غرض ما، زواج .. وظيفة .. أو اغتنام فرصة للحصول على مال، سوف يرفض طلبي فى الحال، لكن أردت أن تنطلق أجوبتي وفق ما لدى الحاخامات الثلاث من قواعد..

فضحك حاقان ثم قال: أنت يهودي أكتر مننا شولومو، ليتبادل الجميع الضحكات

 

القاهرة مبنى المخابرات المصرية

السيد عبد الرحمن مطر يطرق باب السيد محمود العلايلي رئيس المكتب..

السيد محمود: ادخل

السيد عبد الرحمن: اتفضل يافندم، برقية من ١١٦..

يتناول السيد محمود البرقية ويقوم بفتحها، ويبدأ في قراءتها ثم قال: دا اللي كنت بحذر منه..

السيد عبد الرحمن: خير يافندم؟!

السيد محمود: السيد سليم يكون عندي حالاً

السيد عبد الرحمن: حاضر يافندم

السيد سليم يطرق الباب بصحبة السيد عبد الرحمن

السيد محمود: أنا حذرتك أكتر من مرة تتعامل مع الهدف بمنتهى الحرص ياسليم

السيد سليم: خير يافندم

السيد محمود: اتفضل .. برقية من ١١٦ في اليونان بيقول فيها ان صلاح اعتنق اليهودية، تعرف دا معناه إيه يافندم؟!

السيد سليم: معناه إيه يافندم؟!

السيد محمود: معناه انك فشلت فى مهمتك ياسليم، عرفوا اننا كشفنا الراجل بتاعهم يافندم، حاقان سبقنا بخطوة وسحبه .. مؤكد هايخفيه عن الأنظار، والله أعلم هايستخدمه امتى وفين..

السيد محمود: عبد الرحمن..

عبد الرحمن: افندم

السيد محمود: استلم ملف صلاح رشوان من سليم .. أي جوابات هاتوصل لياسر أو اسماعيل أو مديحة، من أي مكان، توصلهم بعد الفحص.

السيد عبد الرحمن: حاضر يافندم

 

مطار بن غوريون

بعد عشرة أيام من زواج شولومو من زاره، وفي يوم الجمعة الموافق ١٣ اغسطس ١٩٧١، وعلى طائرة العال الإسرائيلية وصل صلاح إلى مطار بن غوريون بصحبة زوجته، ليقيم في ضاحية كوخاڤ هتسفون بتل أبيب

 

تل أبيب

في منزل صغير بحي كوخاڤ هتسفون عاش صلاح مع زوجته حياة سعيدة، وبعد ثلاثة أشهر تشعر زاره بآلام الحمل، فطلبت منه الذهاب إلى مستشفى آسوتا في حي رمات هحيال

صلاح: وليه نروح رمات هحيال، ومستشفى بلدية كوخاڤ جنب البيت

زاره: سمعت عن طبيب عراقي هناك اسمه فؤاد بيعرف المولود ولد او بنت

صلاح: أنا عايز بنت وتطلع جميلة زي امها

 

مستشفى آسوتا

في يوم الثلاثاء الموافق ٩ نوفمبر ١٩٧١، ذهب صلاح بزوجته إلى المستشفى، وطلب من التمريض أن يفحصها الدكتور فؤاد

انتظر صلاح لبضع دقائق حتى وصل الدكتور فؤاد، وعلى الفور قام بفحص زاره، ثم طمأنها بأن الجنين بحالة طيبة، ثم سألها: ماذا ستسمين طفلتك ياسيدتي؟

ابتسمت زاره وشعرت بسعادة بالغة، وهي تنظر إلى شولومو، حيث وافق كلام الطبيب أمنية زوجها، فقالت طفلتي؟

دكتور فؤاد: نعم ياسيدتي .. فهل فكرتي في اسم لها

زاره: شولومو من سيختار إسمها

شولومو: سأسميها آريس.

 

القاهرة المخابرات المصرية

التاسعة مساء الخميس الموافق ١١ من نوفمبر ١٩٧١

السيد عبد الرحمن يستأذن للدخول للسيد محمود العلايلي في الوقت الذي يتلقى فيه اتصالا من قسم الشفرة، يشير السيد محمود للسيد عبد الرحمن بالجلوس، ثم يرد على الهاتف: أيوة يابني…

قسم الشفرة: برقية واصلة حالا من ١١٦ يافندم بتقول ………

السيد محمود: تمام .. تمام.

يضع السيد محمود العلايلي سماعة الهاتف، ثم نظر إلى السيد عبد الرحمن مطر الذي كان موجودا بالمكتب وهز رأسه قائلا: آريس .. ممتاز

إلى اللقاء في الحلقة الثامنة

السيد الأعرج

محرر متخصص في تغطية أهم أخبار والأحداث الرياضة محلياً وعالمياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى