ساحة الرأي

محمد حراز يكتب السراب الحلقة العاشرة

 

أكد السيد محمود العلايلي على تبديل الظرف بظرف آخر، على أن يكون مطابق للظرف الذي أرسله صلاح، مع كتابة نفس العنوان ..

السيد عبد الرحمن: تمام يافندم

السيد محمود: السيد عصمت هايكون ساعي البريد، اللي ها يسأل في بولاق أبو العلا عن اسماعيل رشوان علشان يسلمه الجواب، طبعا الجيران هايبلغوه ان الأسرة انتقلت إلى السبتية، بعد زواج شقيقتهم، طبيعي انه يرد الجواب مكتب البريد، بسبب أنه لم يُستدل على العنوان، لكن السيد عصمت هايتصرف من منطلق ساعي البريد الشهم، وهايقوم بموقف إنساني نبيل، ها يوصل السبتية، ويسلم الجواب لاسماعيل ويأكد عليه انهم يكتبوا عنوانهم الجديد، دا إذا فكروا انهم يكتبوا له جوابات، ودا لأنه تعب جدا علشان يوصلهم..

السيد عبد الرحمن: تمام يافندم .. السيد عصمت جاهز

السيد محمود: على بركة الله.

 

السبتية في ١٩٧٢/٩/١ مساء الجمعة

ياسر يفتح باب شقتهم الجديدة، ليجد اسماعيل بالداخل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسماعيل: وعليكم السلام ورحمة الله، حمدالله بالسلامه .. دقيقتين والأكل يكون جاهز يامولانا، عاملك بقى لحمة راس من اللي قلبك يحبها، تستاهل بُقك..

ياسر: ياسلام عليك …. أغير هدومي واساعدك

اسماعيل: تساعدني في إيه، كل حاجة خالصة .. غيَّر انت بس، واقعد على الطبلية، هدومك عندك نضيفة ومكوية، وكل حاجة هاتكون جاهزة…

ياسر: ربنا ميحرمنيش منك ويخليك ليا ياغالي .. مش آن الأوان بقى اننا نفرح بيك .. احنا والحمدلله، ربنا ميسرها معانا، وبقينا في نعمه

اسماعيل: كله بآوانه يامولانا .. فكرتني

ياسر: خير ان شاء الله؟!

اسماعيل: ثواني .. اتفضل، جواب من صلاح.

ياسر: إيه ده .. معقول؟!

اسماعيل: النهارده البوسطجي الله يستره، داخ السبع دوخات لحد ماوصلنا، راح بولاق سأل علينا، ولاد الحلال دلوه على مكانَّا هنا..

تناول ياسر الخطاب، ثم قام بفتحه وهو يقول: كويس أنه لسه فاكرنا، وإذا به يجد مبلغ من المال، فقال إيه ده؟!

اسماعيل: خير يامولانا؟!

ياسر وهو يمسك بالمبلغ: سبحان الله العظيم، رزقك واسع يا اسماعيل

اسماعيل مبتسما: طيب اقرا كاتب إيه، أحسن الولد ده قطع بينا، من يوم مسافر، لا حس ولا خبر..

ياسر: اسمع ياسيدي، إلى اخوتي اسماعيل وياسر أنا بخير، طمنوني عليكم وعلى مديحه، سأقوم بإرسال ما يكفيكم كل شهر، معلش اتأخرت عليكم علشان كنت برتب أموري، وحشتوني..

وكاتب عنوانه في إيطاليا

اسماعيل: إيطاليا، مش كان بيقول مسافر اليونان؟!

ياسر: ماهو بيقول كان بيرتب أمورهُ، تلاقيه ملقاش شغل في اليونان، فطلع على إيطاليا..

اسماعيل: يعني إيطاليا دي كويسة، أحسن من اليونان؟!

ياسر: أحسن طبعا..

لاحظ ياسر أن صلاح لم يبدأ خطابه ببسم الله الرحمن الرحيم ولم ينهى خطابه بالسلام أيضا، لكنه لم يُعر لتلك الملاحظة الأهمية، فقال في نفسه، أصلاً مش غريبة عليه…

ثم قال: الحمدلله .. نعمة عظيمة اللهم ديمها علينا نعمة واحفظها من الزوال

اسماعيل: ايه يامولانا، الأكل معجبكش

ياسر: والله تسلم ايدك، ربنا يخليك ليا واقدر أرد اللي عملته واللي بتعمله كل يوم .. بكره إن شاء الله، هاعدي على مديحة آخدها ونروح لعم أمين الطباخ

اسماعيل: طيب اصبر شوية لما نرتب امورنا

ياسر: مالها امورنا .. أمورنا والحمدلله كلها تمام، شقتك موجودة، ودكانك ماشاء الله مليان بضاعة وشغال، يعني مفضلش غير بنت الحلال.

اسماعيل: طيب إيه رأيك ندي لمديحة جزء من المبلغ ده؟!

ياسر: مديحة، محمود جوزها مش مخليها ناقصها حاجة، دا غير انه ساعدنا في فرش الدكان بالبضاعة، يعني الفلوس دي كلها رزقك انت..

هنا تتساقط دموع اسماعيل، فيقوم باحتضان ياسر ويقول: ربنا يخليك ليا

 

تل أبيب في ١٩٧٢/٩/٦ الموافق يوم الأربعاء

نظمت اسرائيل في ٦ سبتمبر عام ١٩٧٢ مسابقة لأحسن أغنية، فازت بها المطربة الشابة فائقة الجمال “لاميتا لخيم” صاحبة الثمانيةَ عشرَ عاما، لتمثل لاميتا إسرائيل، في مسابقة مهرجان الأغنية لحوض البحر الأبيض المتوسط، والتي ستُقام في إيطاليا يوم ٢٨ اكتوبر ١٩٧٢، فسافرت يوم ١١ سبتمبر ١٩٧٢، إلى روما بصحبة فرقتها لإحياء عدد من الحفلات هناك، وذلك قبل انعقاد المسابقة، وفي ١٨ سبتمبر أرادت لاميتا العودة لإسرائيل للإطمئنان على والدها الذي فاجأته أزمة قلبية، فذهبت إلى شركة آريس للسياحة لحجز تذكرة طيران إلى إسرائيل، ليقابلها صلاح الذي عرفها بنفسه بأنه يهودي اسرائيلي، وهو في خدمتها..

لاميتا: من فضلك عايزة أحجز تذكرة لإسرائيل

صلاح: للأسف يافندم مفيش طيران مباشر من روما إلى إسرائيل، ولكن يمكنكِ الذهاب إلى ميلانو والسفر من هناك..

لاميتا: إذا احجز لي تذكرة إلى ميلانو؟

صلاح: متأسف جدا .. لايوجد رحلات داخلية أيضاً

لاميتا: لكن أنا في حاجة للسفر

صلاح: لا عليكِ، أنا ذاهب الليلة إلى ميلانو يمكنكِ المجيء معي في سيارتي، ثقي بي، فأنا متزوج ولدي زوجة وطفلة جميلة مثل أمها

لاميتا: توداه (شكرا) سيد شولومو

صلاح: سأنتظرك في تمام السابعة مساءا

لاميتا: توداه .. توداه سيد شولومو

انصرفت لاميتا على أن تعود في السابعة مساءا بعد أن تركت صلاح يتقلب وسط نيران الرغبة والنشوة لافتراسها بعد أن سحرته بجمالها..

إلى اللقاء في الحلقة الحادية عشرة

السيد الأعرج

محرر متخصص في تغطية أهم أخبار والأحداث الرياضة محلياً وعالمياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى