فن ومنوعات

“كيميت.. الحكاية التي لا تنتهي” في ندوة بقصر ثقافة الشاطبي

كتب: فريق التحرير

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ندوة تثقيفية بعنوان “كيميت.. الحكاية التي لا تنتهي”، بقصر ثقافة الشاطبي بالإسكندرية، في إطار برامج وزارة الثقافة.

شارك في الندوة الفنان الدكتور محمد خميس، وأدارها الأديب علاء أحمد، وشهدت حضور الفنانة الدكتورة منال يمني، مدير فرع ثقافة الإسكندرية، المخرج الدكتور محمود أبو المجد، الفنان محمد شحاتة، مدير قصر ثقافة الشاطبي، ومحمد السيد، من إدارة الوعي الأثري، ولفيف من النقاد والشعراء والصحفيين.

استهل الدكتور محمد خميس حديثه بتسليط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة، موضحا براعة المصريين في صناعة الأواني الحجرية من الألباستر والجرانيت، خاصة في عصر بداية الأسرات، وأيضا براعتهم في فنون البناء والنحت، والتي ظهرت في التماثيل المنحوتة من الجرانيت بدقة متناهية، والأهرامات ومنها هرم “ونيس” بسقارة، الذي يعد أحد أهم الأهرامات في تاريخ مصر، ويحمل نقوشا ونصوصا دينية على جدرانه عرفت بنصوص الأهرام أقدم نصوص دينية مكتوبة في العالم.

كما تحدث عن تأثير الحضارة المصرية على الثقافات الأخرى، مشيرا إلى أن الإغريق والرومان استلهموا منها الكثير، ويتجلى ذلك في مقابر الكتاكومب بكوم الشقافة بالإسكندرية، التي تمثل نموذجا فريدا للمزج بين التقاليد المصرية القديمة والفن اليوناني الروماني الكلاسيكي.

وعن مظاهر الحفاظ على الهوية، أوضح أن ذلك برز في استمرارية اللغة المصرية القديمة وتطورها عبر العصور، حيث كتبت بثلاثة خطوط وهي: الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية حتى وصلت إلى القبطية التي ما زالت مستخدمة في الكنائس.

وأضاف أن الزي المصري القديم يمثل رمزا راسخا للهوية، مبينا أن الجلباب الصعيدي ليس مجرد مظهر تقليدي، بل امتداد أصيل لملابس المصري القديم وتجسيد لانتماء حضاري عميق. ولفت إلى أن أقدم رداء عرفته البشرية هو “قميص طرخان” الذي يعود إلى عصر ما قبل الأسرات.

وتواصلت فعاليات الندوة بفتح باب المداخلات من قبل الحضور، وأثار الروائي محمد الشربيني قضية حركة الأفروسنتريك ومحاولاتها نسب الحضارة المصرية إليها.

وأكد “خميس” على ضرورة الرد العلمي الموثق بالسلوك الحضاري، مع أهمية تقديم أعمال فنية جادة وموثقة المصادر التاريخية، سواء من خلال أفلام تسجيلية أو درامية، تسلط الضوء على شخصيات تاريخية بارزة مثل الملوك تحتمس الثالث، حور محب، والنبيل سابني، بما يرسخ الوعي ويعرف العالم بثراء التاريخ المصري.

من ناحيته، طرح الروائي مايكل يوسف تساؤلا حول إمكانية استعادة الآثار المصرية الموجودة بالخارج، ومنها رأس نفرتيتي، حجر رشيد، مسلة الأقصر بساحة الكونكورد، ومسلات كليوباترا في لندن ونيويورك، وسقف دندرة.

وأوضح “خميس” أن الدولة تسعى حاليا لاستعادة بعض القطع، مشددا على أهمية الترويج لما تملكه مصر بالفعل من كنوز، مؤكدا أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون فرصة عظيمة لإبراز ملايين القطع الأثرية الأصيلة أمام العالم بما يليق بعظمة الحضارة المصرية.

من جهته تحدث الناقد وحيد مهدي عن مؤلفات الدكتور محمد خميس التاريخية التي قدمها بلغة سلسة ممتعة، صور من خلالها روعة الحضارة المصرية القديمة، وعلاقة اللغة المصرية باللغات الأخرى في العالم، وكيف تحولت الرسوم إلى لغة منطوقة.

كما تناولت الباحثة أميرة مجاهد، مدير إدارة التخطيط والمتابعة بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، تجربة خميس الشعرية، مؤكدة شغفه باللغة العربية وعشقه لكتابة الشعر، إلى جانب تجاربه مع الشاعر حامد السحرتي، وحرصه الدائم على حضور الندوات والورش الشعرية بقصر التذوق الفني.

واختتمت الندوة المنفذة بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، من خلال فرع ثقافة الإسكندرية، بتكريم الدكتور محمد خميس تقديرا لإسهاماته الثقافية والمعرفية، معبرا عن امتنانه لهيئة قصور الثقافة، التي يكن لها كل تقدير وخاصة أن بداياته الفنية كانت على مسارحها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى