ساحة الرأي

مصر في قلب العاصفة “بين نصرة فلسطين وحماية الأمن المائي”.. أمان آخر الزمان

بقلم: اللواء / أحمد زغلول مهران
أمين عام المركز الدولي لعلوم الأهرامات وأخلاقيات العلم

في زمن يموج بالتغيرات السياسيه والانهيارات الأخلاقية، تبقى مصر صمام أمان الأمة العربية، وسند الشعوب المستضعفة، وحارسة البوابة الجنوبية لفلسطين والتاريخ شاهد على هذا حيث تواجه الدولة المصرية تحديات متداخلة، من التهديد بتهجير الفلسطينيين إلى تعقيدات سد النهضة، وتحرشات جماعة الإخوان، وحتى محاولات العبث بالخطاب الديني لأغراض توسعية على الرغم من ذلك، تقف مصر ثابتة لا تتنازل عن شبر أرض ولا قطرة ماء وتؤكد أن الأمن القومي ليس مجالاً للتفاوض، بل مبدأ للوجود حيث سنعرض الاتى:

1. القضية الفلسطينية لا تهجير ولا تنازل

منذ نكبة مايو 1948 وحتى عدوان سبتمبر 2025، لم تتغير عقيدة الدولة المصرية دعم فلسطين ثابت وراسخ في وجه مخطط التهجير القسري، رفضت مصر رسمياً ترويج بعض الأطراف لفكرة أن النزوح الفلسطيني من غزة طوعي ، واعتبرت ذلك هراء سياسياً وأخلاقياً .
وزير الخارجية المصري أوضح أن الترهيب بالجوع والحصار يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، ويمكن اعتباره جريمة ترحيل جماعي قد ترقى للإبادة الجماعية.
مصر، من خلال تنسيق متواصل مع قطر والولايات المتحدة، تواصل جهودها لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر للمساعدات، وتثبيت دورها التاريخي في حماية حق العودة لا النزوح.

2. إسرائيل احتلال ممنهج وازدواجية دولية

الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة الأرض المحروقة:
• قصف المدنيين والأطفال في غزة.
• اقتحامات ممنهجة للمسجد الأقصى.
• تهجير قسري من القدس والضفة.
• فرض حصار وتجويع مخالف لاتفاقيات جنيف.
ورغم توثيق منظمات مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية لهذه الجرائم، إلا أن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل مستمر حيث :
• يمدّها بمليارات الدولارات سنوياً.
• يحصنها بفيتو دائم في مجلس الأمن.
• يكرّس الإفلات من العقاب.

3. جماعة الإخوان تشويه في الداخل وتحريض في الخارج

في خضم هذه التحديات، تنشط جماعة الإخوان المسلمين لتشويه مصر عبر:
• تظاهرات أمام السفارات.
• تحريض المنظمات الحقوقية ضد الدولة.
• فبركة الأكاذيب عن معبر رفح ورغم ذلك، تواصل مصر فتح المعبر من جانبها دائماً ولم يُغلق مطلقاً من جانبنا ، وتؤكد أن أي إغلاق يكون لأسباب فلسطينية، لا بقرار مصري.

4. سد النهضة •• معركة وجود لا تنمية

بتاريخ 9 سبتمبر 2025، أعلنت إثيوبيا التشغيل الرسمي لسد النهضة، بطاقة إنتاج تصل إلى 5,150 ميجا وات.
ومع تجاهل التفاهمات الثلاثية، تمضي أديس أبابا في سياسة فرض الأمر الواقع، بدعم لوجستي وتقني من إسرائيل، في محاولة لتطويق مصر مائياً.
مصر ترفض المساس بحقوقها التاريخية، وتتمسك بالاتى:
• التوصل لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد.
• التحرك القانوني والدبلوماسي عبر الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
• اعتبار مياه النيل خطاً أحمر يعادل بقاء الدولة المصرية.

5. الغاز مع إسرائيل •• المصلحة الوطنية في ميزان السيادة

خلال أغسطس 2025، وقعت مصر اتفاقية لاستيراد الغاز من حقل “ليفاتان” الإسرائيلي بقيمة 35 مليار دولار حتى 2040، وسط أزمة طاقة خانقة رغم تعقيد الملف، تؤكد الحكومة أن:
• الصفقة تخفف الضغط على الكهرباء محلياً.
• تدعم موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة.
• لا تغيُر فى ثوابت السياسة تجاه الاحتلال.
إنها خطوات محسوبة لا تفريط فيها بثوابت الأمن القومي، بل إدارة متوازنة للأولويات الاستراتيجية.

6. التوظيف الديني •• من إشعياء إلى نتنياهو

من أخطر ما يُستغل سياسياً، ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سفر إشعياء:
“من أرض كوش يعود بنو إسرائيل
وهو تبرير موجه لتوسيع النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا، وخاصة إثيوبيا، وربط مشروع سد النهضة برؤية دينية توسعية مصر، التي تحمل في قلبها الأزهر والكنيسة والتاريخ، ترفض هذه التفسيرات العبثية، وتُذَكِّر أن الدين لم يكن أبداً غطاءً لنهب الأرض أو سرقة المياه.

7. مصر أمان آخر الزمان

في ظل هذا التشابك، تنتشر نبوءات عند الشعوب المسلمة عن ظهور المهدي وعودة الاستقرار من أرض الكنانة، مستشهدين بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

“إذا فُتحت عليكم مصر، فاتخذوا منها جنداً كثيفاً، فإنهم خير أجناد الأرض”

ومهما تباينت التفسيرات، يبقى أن مصر لم ولن تكون ساحة تابعة، بل دائماً دولة صانعة للحدث أرض الحضارات، درع الأمة، أصل الشرعية، والبوابة التي تمر عبرها الحلول لا المؤامرات.

مصر حجر الزاوية في المعادلة الكبرى

في وجه كل هذا •• لامساومة على الأرض ، لا تفريط في قطرة ماء ، لا اعتراف بتشويه لتاريخ وحضارة وقيادة مصر الحكيمه الراسخه الابيه ، لا تحريف للدين.

مصر تقود ولا تُقاد، تحمي ولا تُساوم، وتبقى دائماً •• أمان آخر الزمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى