ساحة الرأي

موقف مصر من القضية الفلسطينية: تاريخي واستراتيجي

بقلم: اللواء/ أحمد زغلول مهران
نائب رئيس حزب المؤتمر – رئيس الهيئة العليا للحزب
مستشار مركز رع للدراسات الاستراتيجية

1. التاريخ العريق للدعم الفلسطيني

مصر كانت ولا تزال من أكثر الدول العربية دعماً للقضية الفلسطينية على المستويين السياسي والإنساني منذ نكبة 1948، لعبت مصر دوراً محورياً في القضايا المتعلقة بفلسطين، حيث استضافت اللاجئين وقدمت الدعم العسكري والسياسي خلال الحروب العربية الإسرائيلية وخلال السنوات، كان لمصر قيادة بارزة في تحركات الجامعة العربية والدول العربية لتوحيد الجهود العربية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حقوق الفلسطينيين.

2. الموقف الرسمي الراهن

• دعم حل الدولتين: مصر تؤكد ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، القدس الشرقية عاصمة لها، وهو الموقف المتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية التي طرحتها الرياض عام 2002.

• رفض التوطين والتهجير: مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، أو محاولة توطينهم في دول أخرى، خصوصاً على أرض سيناء المصرية هذا الموقف جرى تأكيده في أكثر من مناسبة، خاصة في ظل الأزمات الأخيرة في غزة.

• العمل على التهدئة: مصر تلعب دور الوسيط الدائم بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وكذلك بين الفلسطينيين وإسرائيل، بهدف وقف العنف وفتح مسارات تفاوضية.

• الدعم الإنساني: قدمت مصر عبر التاريخ مساعدات إنسانية كثيرة للفلسطينيين، سواء في أشد مراحل الأزمات أو عبر منفذ رفح لتسهيل حركة المرضى والإمدادات والمساعدات الإنسانية .

3. الأمن القومي المصري وقضية فلسطين

مصر ترى أن أمنها القومي مرتبط ارتباطاً وثيقاً باستقرار فلسطين والمنطقة بأكملها. فاستمرار النزاع المفتوح يؤدي إلى:

• زعزعة الاستقرار في سيناء بسبب امتداد تأثير الجماعات الإرهابية المرتبطة بالصراع.

• زيادة التدخلات الأجنبية في المنطقة، مما يهدد استقرار مصر ومصالحها الاستراتيجية.

• موجات نزوح قد تؤثر على التركيبة السكانية والأمن في الحدود الشرقية لمصر.

4. موقف مصر في أزمات غزة الأخيرة

مع كل تصعيد في قطاع غزة، اتخذت مصر مواقف متزنة تحاول من خلالها:

• وقف إطلاق النار ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.

• توفير ممرات إنسانية آمنة، مع رفض أي حلول على حساب الأمن المصري.

• دعم جهود المصالحةالفلسطينية للحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني كخطوة نحو تحقيق السلام.

5. مصر ودبلوماسية السلام

على مدار السنوات، لم تدخر مصر جهداً في استضافة مؤتمرات المصالحة، وبدت دائماً كطرف معتدل يسعى للحوار، وتخفيف التوتر، والتوصل إلى حلول دائمة تحترم حقوق الجميع.

خلاصة

مصر تقف مع الشعب الفلسطيني، وتدعم حقوقه المشروعة، وترفض التوطين أو التهجير، وتعمل باستمرار على إيجاد حلول سياسية للأزمة الفلسطينية، مع حماية أمنها القومي، والحفاظ على استقرار المنطقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى