ساحة الرأي

الرجل المصري.. ضمير الأمة الذي لا يجوز المساس به

رد على تصريحات د. هبة قطب حول “لطافة الرجل في الحرام”

بقلم: لواء/ د. احمد زغلول مهران
رئيس الهيئه الاستشاريه العليا لمركز رع للدراسات الاستراتيجية
رئيس مركز دعم الابداع والابتكار والوعى المجتمعى

في عصرٍ تتداخل فيه المهنية مع الرغبة في التواجد الإعلامي تخرج علينا بين الحين والآخر أصوات تحمل صفة “الخبير” أو “المتخصص” لكنها تنجرف خلف موجة الترند والإثارة متجاوزة الخطوط الحمراء التي تحكم الخطاب العام المنضبط خاصة في الأمور المتعلقة بالقيم والأعراف والمكونات الأخلاقية للمجتمع وقد فجّرت الدكتورة هبة قطب التي تقدم نفسها بصفتها استشارية في الطب الجنسي والعلاقات الأسرية جدلاً واسعاً بتصريحها في أحد البرامج التلفزيونية حين قالت إن “الرجل المصري لطيف جداً في الحرام” في تعميم غير منضبط ولا يستند إلى قاعدة علمية أو اجتماعية سليمة .

نص التصريح محل الجدل

قالت د. هبة قطب في لقائها الإعلامي (نصاً كما ورد في الفيديو المتداول) :

“الرجل المصري بيعرف يكون لطيف وحنون جداً بس في الحرام لما بيحب واحدة بره الجواز بيطلع أحلى ما فيه لكن جوه الجواز بيبخل على مراته بالمشاعر دي”

أولاً : تحليل أخلاقى ومعنوى للتصريح
1. التشهير المعنوي بطبقة مجتمعية كاملة :
إن التعميم بهذا الشكل يدخل في نطاق المساس بسمعة المواطن المصري ويقع من حيث الوصف تحت بند التحقير العام لفئة مجتمعية وقد يتعارض مع قوانين النشر والإعلام التي تُجرّم بث الكراهية أو تقويض الثقة داخل الأسرة .
2. إشاعة ثقافة الشك في العلاقات الأسرية :
من شأن هذا التصريح أن يترك أثراً نفسياً سلبياً لدى النساء ويخلق مناخاً من التوجس والريبة داخل البيوت المصرية ويؤسس لفكرة أن كل رجل صالح في الظاهر وخائن في الخفاء .
3. الخطورة على الأمن الاجتماعي :
خطاب كهذا يغذّي النزاعات الزوجية ويفتح المجال أمام تبرير سلوكيات خاطئة بدعوى أنها “طبيعة الرجل المصري” وهو أمر خطير يُنذر بتصدعات اجتماعية وأسرية .
4. تجاوز لآداب المهنة الطبية والإعلامية :
فأداب مهنة الطبيب هى عدم الإفصاح عن اسرار مرضاه إلا إذا كانت تجرّبه شخصيه ففى هذه الحاله يحق لها ان تشرح تجربتها .

ثانياً : الرجل المصري •• نموذج يُحتذى لا يُسخر منه

من الإنصاف أن نقول :
• إن الرجل المصري هو الذي يتحمّل ضغوط المعيشة ويُضحّي بكل ما يملك لأجل أسرته .
• هو الزوج المحبّ الذي يعمل في الداخل والخارج من أجل أبنائه .
• هو الجدّ الحنون والأخ السند والابن البار .
• مئات الآلاف من الرجال يسهرون الليالي لتوفير حياة كريمة لأسرهم في صمت وكرامة .

هل يُكافأ هذا الرجل بنعته باللطيف في الحرام ؟

ثالثاً : علمياً ومنهجياً •• أين الخلل؟

تصريحات د. قطب تفتقر إلى الاتى :
• لم تذكر إحصائيات رسمية أو دراسات منشورة تدعم مزاعمها .
• لم تفرّق بين السلوك الفردي وبين الطبيعة العامة للمجتمع .
• تجاهلت عوامل عديدة تؤثر على العلاقات الزوجية مثل الضغوط النفسية والتربية والثقافة والتوافق العاطفي .
• لم تراعي أن الإعلام ليس منبراً للفضفضة أو التحليل السطحي بل مسؤولية أمام الله والمجتمع والقانون .

رابعاً : التوصيات لضبط الخطاب العام

  1. دعوة الجهات الإعلامية لفرض رقابة على المحتوى المتخصص لاسيما في مجالات حساسة كالعلاقات الأسرية .
  2. حظر التعميمات التي تمس كرامة المواطن أو سلوكياته .
  3. أهمية مراجعة السلوك المهني للضيوف الدائمين على الشاشات .
  4. اخطار نقابة الأطباء لمراجعة التصريحات الصادرة من أعضاء تحمل لقب “طبيب مختص” خارج الإطار العلمي .
  5. تفعيل الرقابة القانونية عند نشر آراء قد تُعد تحريضاً أو إهانة جماعية .

خامساً : رسالة إلى د. هبة قطب

الشهرة لا تبرر الانفلات اللفظي والحرية الإعلامية لا تعني إلقاء الأحكام العامة دون دليل إذا كان حديثك مبنياً على حالات فردية من عيادتك فهذه لا تُمثل المجتمع ولا يجوز تعميمها فالأَوْلى أن تبقى شخصية لا تُحمَّل على الملايين من الرجال إن الرجل المصري لا يحتاج شهادة منك ليُثبت معدنه فهو يُثبت رجولته كل يوم في أفعاله لا في كلام يُقال .

فى النهايه •• إن احترام الرجل ليس فقط احتراماً لفرد بل احتراماً لمنظومة قيم وأخلاق وعطاء ولبنيان أُسري قائم على المودة والتكامل كل كلمة تُقال عن الرجل المصري تحكى عن :
• الأب الذي علّمنا النُبل .
• الزوج الذي ساندنا .
• الأخ الذي حمانا .
• الجدّ الذي ألهمنا .
ولذلك فإن كل خروج عن هذا الإطار تحت أي ذريعة إعلامية أو تخصصية مرفوض قانوناً وأخلاقياً ومهنياً فلنحمى خطابنا العام من الانزلاق فى منحدر لا نحمد عُقباه ولنُقدّر من يُحافظ على أسرته بشرف وليكن معيارنا دايماً :
الكلمة مسؤولية وليست وسيلة إلى الترند

وفى الختام •• أتقدم بخالص الشكر والعرفان والتقدير لمعالى المستشار / أسامه عيسى المحامي بالنقض والإدارية العليا مدير مكتب الاستاذ الدكتور / يحي الجمل القانوني سابقاً على مراجعته القانونيه لهذا المقال حيث ان الهدف هو :
•التأكد من عدم وجود قذف أو تشهير .
•مراجعة الامتثال للقوانين والأنظمة المحلية والدولية .
•منع نشر معلومات كاذبة أو مضللة .
•ضمان عدم وجود تحريض أو خطاب كراهية أو عنصرية .
•حماية الجهة الناشرة من المخاطر القانونية .
المساهمة في بناء محتوى موثوق ومسؤول .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى