أخبار

المستشار الدكتور محمد خفاجي يكتب: قطبية الفكر لدى الإخوان الأوائل والتحول من الدعوة إلى الجهاد ضد الدولة.. قراءة في أيديولوجيا الإخوان

كتب: فريق التحرير

فى الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيه 2013 نعرض لدراسة حديثة مهمة تتناول البُعد التاريخي والسياسي والديني لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، وتحليل الأساليب التي استخدمتها الجماعة لتطويع الدين لأغراض سياسية، والجرائم المرتكبة محليًّا وعالميًّا باسم المشروع الإسلامي، وتقييم أثرها على المجتمعات والدول.

أعد الدراسة الفقيه المصرى القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية بعنوان : (جماعة الإخوان: التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة , جرائم التنظيم منذ النشأة حتى اليوم دراسة تحليلية في الجذور، أيديولوجيا العنف ، بنية التنظيم، التمويل العابر للحدود والاختراق العالمي والرؤى المحتملة)

ونتناول فى الجزء الرابع من هذه الدراسة المهمة ما يلى :

سيد قطب منظور إيديولوجي محوري في مسيرة جماعة الإخوان الإرهابية

يقول الدكتور محمد خفاجى ” إذا أردنا نبذة عن سيد قطب , فهو قد وُلد عام 1906 في مصر، وكان أديبًا ومفكرًا ونقادًا أدبيًا قبل أن يتحول إلى داعية إسلامي وسياسي بارز. وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في منتصف الخمسينيات، وأصبح أحد أبرز منظريها حتى اعتقاله في عام 1954، ثم إعدامه عام 1966. وكان كتابه الأشهر «معالم في الطريق» يعتبر مرجعًا رئيسًا لأيديولوجيا الجماعة.”

ويضيف ” سيد قطب هو شخصية مركزية لفهم الإخوان، إذ قدّم رؤية سياسية دينية متشددة تهدف إلى السيطرة الكاملة على الدولة والمجتمع عبر فرض الحاكمية الإلهية. ولعل فكر قطب هو السبب الرئيس وراء التحول العقائدي والسياسي العنيف الذي شهدته الجماعة في العقود الأخيرة.”

الإطار الفكري: من الأدب إلى العقيدة ونظرية الحاكمية المطلقة للخروج على أنظمة الحكم

يوضح الدكتور محمد خفاجى ” بدأ قطب عمله في النقد الأدبي، لكنه تأثر بشدة بالفقر والظلم في مصر، خاصة بعد تجربته في الولايات المتحدة، حيث رأى فجوة بين الحضارة الغربية وقيم الإسلام. وقد تبنى رؤية أن الإسلام ليس مجرد دين فردي، بل نظام شامل يشمل السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والثقافة.”

ويؤكد ” والرأى عندى أن جوهر فكر قطب يتمثل في نظرية الحاكمية المطلقة, ومعناها لديه أن الله وحده هو الحاكم الحقيقي «الحاكمية لله وحده»، ما يعني أن أي نظام سياسي لا يقوم على الشريعة الإسلامية فهو باطل وكافر. ومن هنا، لا يجوز للمسلمين – فى عقيدة سيد قطب – أن يطيعوا أنظمة «الطاغوت» أو «الجاهلية» التي ترفض تطبيق حكم الله. ولا ريب أن هذا المفهوم يُستخدم لتبرير رفض الأنظمة القائمة، حتى وإن كانت منتخبة، ويبرر الخروج عليها.”

مفاهيم سيد قطب عن الجاهلية المعاصرّة و الجهاد والتكفير وتأثيره على جماعة الإخوان

يذكر الدكتور محمد خفاجى ” عدّد قطب المجتمع المعاصر في الإسلام على أنه في حالة «جاهلية»، حتى وإن كان سكانه مسلمون. والجاهلية ليست فقط كفرًا ظاهريًا، بل حالة اجتماعية وثقافية وسياسية ترفض حكم الله. وهذا التوصيف يجعل من واجب المؤمن «الجهاد» لتغيير المجتمع الجاهلي إلى مجتمع إسلامي حقيقي.”

ويشير ” وعن الجهاد فى فكر قطب ليس فقط مقاومة، بل تأسيس دولة إسلامية , فالجهاد عند قطب لا يقتصر على القتال العسكري فقط، بل هو جهاد فكري وسياسي واجتماعي. ومن بين أهم نتائجه ضرورة إسقاط الأنظمة الجاهلية وإقامة دولة تطبق الشريعة بالكامل، من دون تساهل. ورفض أي حلول وسط أو مساومات مع النظام القائم.”

ويضيف ” أما عن التكفير , فصل قطب بين «المؤمنين» و«الكفار» , وتكفير القطاعات التي لا تطبق شرع الله ولا تعترف بالحاكمية الإلهية. هذا مهد لخطاب تكفيري يُبرر العنف ضد الأنظمة والأفراد الذين يصنفهم في خانة «الجاهلية» أو «الطاغوت». , ولا ريب لدينا أثر هذا على بعض التنظيمات المتطرفة التي تبنّت منهج قطب بشكل متطرف.”

التحليل النقدي لمفاهيم سيد قطب وتأثيره على جماعة الإخوان

ويختتم الدكتور محمد خفاجى ” أثر قطب عميق على أجيال الإخوان، حيث شكّل الأساس الفكري لتحول الجماعة من حركة إصلاح اجتماعي إلى حركة سياسية ذات أيديولوجيا شمولية. ومع ذلك، فإن تبني هذا المنهج أدّى إلى انقسامات داخل الجماعة بين من تبنّوا خط التصعيد، وبين من فضّلوا العمل السياسي المعتدل وهم قلة نادرة ما لبثت أن انشقت فرادا . وقد نقد كثير من العلماء الإسلاميين لهذا المنهج باعتباره تحويلاً خاطئًا للخطاب الإسلامي نحو العنف والتكفير، خلافًا للوسطية التي يدعو إليها الإسلام.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى