ساحة الرأي

مصر: حين تتكلم الكرة بلغة الحضارة

نحو المجد العالمي.. لا تمثيل مُشرّف بل حضور يُشرّف الكرة ذاتها

بقلم لواء/ د. أحمد زغلول مهران
رئيس الهيئة الاستشارية العليا لمركز رَعْ للدراسات الاستراتيجية
رئيس مركز دعم الإبداع والابتكار والوعي المجتمعي

من قلب الحلم من 1990 إلى 2025 •• عبور لا يُشبه العبور

“حلوة بلادي السمراء بلادي الحره بلادى” لم تكن مجرد كلمات تغنت بها وردة الجزائرية من تأليف عبدالرحيم منصور ولحن بليغ حمدي بل كانت وما تزال نشيداً وطنياً يوقظ فينا نداءً دفيناً نحو الانتصار ذلك الانتصار الذي يتجاوز حدود الملاعب ليعانق هوية وطن بأكمله واليوم بعد أكثر من ثلاثين عاماً على تأهلنا التاريخي إلى مونديال إيطاليا 1990 بأيادي مصريه خالصه نقف من جديد أمام بوابة المجد و بنكهة مصرية خالصة ايضاً فكل من ساهم في هذا الإنجاز مصري من قرر ومن خطط ومن قاتل ومن آمن ومن الولايات المتحدة الأمريكية أرض الفرص والانفتاح نعلنها بوضوح لسنا مجرد مشاركين بل عائدون لصناعة المجد .

حسام حسن من نجم إيطاليا إلى قائد الحلم الأمريكي

أن تعود إلى الساحة التي صنعت فيها مجدك كلاعب لتقودها كمدرب فهذه ليست مصادفة بل رسالة وطنية .

الكابتن حسام حسن أحد أبرز رموز الكرة المصرية وأحد أبطال مونديال 1990 يعود اليوم بقوة لقيادة المنتخب ولكن هذه المرة من على الخطوط يمتلك من الحماس ما يُفجّر الطاقات ومن العناد ما يُحطم المستحيل ومن الانتماء لمصر ما لا يُقاس اختياره لم يكن خطوة فنية فقط بل قرار استراتيجي أعاد الروح وأشعل الحماس في نفوس اللاعبين والجمهور على حد السواء .

حلوان مهد القائد وأرض النجوم

ليس غريباً أن يكون حسام حسن ومعه شقيقه الكابتن إبراهيم حسن من أبناء مدينة حلوان تلك المدينة التي كانت ولا تزال أحد روافد الكرة المصرية بالنجوم من حلوان خرج عظماء الكرة المصرية نذكر منهم بكل فخر :
مصطفى أبو الدهب، محمود أبو الدهب، رمضان السيد، محمد عبد العظيم (عظيمة)، إينو، شفه، ريتا، شوقي البحيري، جابر الخواجة، هشام فؤاد، أشرف مسروجة، أيمن مسروجة، علي حسن، علي حسني، إسماعيل عدويه، عصام عتريس، حمادة الشرقاوي، السابس، عماد صلاح ، خالد متولى .. وغيرهم كثيرون ممن حفروا أسماءهم في ذاكرة الكرة المصرية .

حلوان لم تكن مجرد مدينة بل منجماً للموهبة ومدرسة للرجولة والانتماء

تحية واجبة إلى الدكتور جمال علام •• جرأة القرار في زمن التردد

في وقت كانت فيه الساحة الكروية تُعاني من التخبط والتردد اتخذ الدكتور جمال علام رئيس اتحاد الكرة السابق قراراً وطنياً شجاعاً بتكليف الكابتن حسام حسن بقيادة المنتخب الوطني .

لم يكن قراراً ادارياً تقليدياً بل خطوة إصلاحية جريئة أعادت المنتخب إلى حضن جمهوره وأثبتت أن الرهان على أبناء مصر الحقيقيين هو الرهان الرابح دايماً .

شكراً من القلب د. جمال علام لم تكن رئيساً لاتحاد الكرة فقط بل كنت عرّاب المرحلة ومهندس الحلم المصري الجديد .

الجمهور المصري اللاعب رقم 12 الذي لا يُقهر

لا منتخب في العالم يحقق البطولات بلا جمهور ولا منتخب يُقاتل إن غابت الروح خلفه جمهور مصر من الإسكندرية إلى أسوان من مطروح إلى سيناء ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والدعم رغم كل التحديات وقد آن الأوان لعودته إلى المدرجات
لا نريد ملعباً صامتاً بل مدرجات تهتف للوطن ويشجع ويغني لمصر .

حضارة في الملعب •• مصر لا تلعب فقط بل تُعلّم كرة القدم

كرة القدم في مصر ليست مجرد لعبة بل امتداد لحضارة عمرها سبعة آلاف عام نحن أصحاب مدرسة كروية فريدة صنعها جيل العمالقة :
محمود الخطيب، حسن شحاتة، مصطفى عبده، زيزو الكبير، حسن الشاذلي، علي أبو جريشة، مسعد نور، ثابت البطل، إكرامي الكبير، صالح سليم، فاروق جعفر، الخواجة ، أبوتريكه، بركات .. وغيرهم ممن حملوا الراية وبنوا هوية مصر الكروية حتى وإن لم يحالفهم الوصول إلى المونديال .
هؤلاء لم يكونوا مجرد لاعبين بل رواد حضارة رياضية خالدة

العرب في المونديال عندما نكتب التاريخ معاً

لقد علمتنا المنتخبات العربية أن المستحيل ليس عربياً :
• المغرب في مونديال 2022 وصلت لنصف النهائي وفرضت احترامها عالمياً .
• الجزائر في 2014 كادت تطيح بألمانيا البطلة .
• السعودية أسقطت الأرجنتين في واحدة من أكبر مفاجآت التاريخ .
• تونس دايماً تقاتل بشرف .
• قطر نظّمت بطولة تاريخية تُعد من الأفضل عالمياً .

هذه الأمثلة لم تُسطر فخراً فقط بل دافعاً قوياً أن مصر بتاريخها وقوتها يجب أن تكون في الصدارة .

الهدف القادم •• لا نريد تمثيلاً مشرفاً بل تمثيلاً يُشرّف الكرة

مصر تأهلت لكأس العالم لكن هذا ليس نهاية المطاف بل بداية الطريق
هدفنا يجب أن يكون :
•التأهل من دور المجموعات
•بلوغ ربع النهائي
•ثم نصف النهائي
ولم لا؟ كتابة أول سطر مصري في نهائي كأس العالم

هذا ليس حلماً •• لقد فعله غيرنا ونحن لسنا أقل منهم

كأس إفريقيا 2026 معركة استعادة الهيبة

قبل المونديال هناك محطة مصيرية كأس الأمم الإفريقية 2026 نعلنها بوضوح:
مصر لا تشارك •• مصر تنافس للفوز
نُريد اللقب التاسع نُريد أن نعيد الذهب الغائب منذ 2010 نُريد أن نقول للقارة المصريون عادوا أقوى من أي وقت مضى .

إيجابيات يجب البناء عليها

  1. قيادة فنية وطنية تملك الانتماء .
  2. جيل جديد يُقاتل من أجل الشعار لا الراتب والمكافأت .
  3. جمهور متعطش ومخلص يستحق العودة .
  4. إعلام بدأ يدعم بدلاً من أن يهاجم .
  5. قيادة رياضية تمتلك الرؤية والجرأة .

توصيات للوصول إلى القمة

إعداد ذهني وبدني عالمي
• معسكرات في أوروبا وأمريكا الجنوبية
• احتكاكات قوية وحقيقية وليست “وديات دعائية”

تحفيز نفسي حقيقي
• لقاءات ملهمة مع أساطير الكرة المصرية
• رواية حكايات المجد لجيل جديد يستحق أن يحلم

عودة الجماهير
• تنظيم مباريات بجمهور واعٍ، محترم
• أسعار تذاكر مناسبه يتشجع العائلات وتعيد الروح

دعم إعلامي وطني شامل
• تسخير المنصات والبرامج لدعم الفريق
• التركيز على المعنى وليس النتيجة فقط

لسنا مجرد منتخب •• نحن أمة تنهض من جديد بكرة القدم

حين تلعب مصر لا يتحرك لاعبون فقط فوق المستطيل الأخضر بل تتحرك روح وطن بأكمله يتحرك التاريخ وتنهض الحضارة وتنبض القلوب بحلم أكبر من مجرد أهداف ونقاط نحن لا نبحث عن تمثيل مشرف بل نُخطط لمجد يُحفر في ذاكرة العالم وتاريخ تُكتبه مصر بحروف من ذهب .

نحن لسنا من أولئك الذين يشاركون لمجرد الظهور مصر لا تكتفي بالشعارات ولا تتوقف عند الحدود نحن أمة صنعت الحضارات حين كانت الكرة مجرد فكرة واليوم تعود لقيادة المشهد الرياضي كما قادت المشهد الإنساني والثقافي عبر آلاف السنين .

لا شيء اسمه مستحيل حين يكون الشعار “تحيا مصر”

إن تأهُلنا للمونديال ليس نهاية الطريق بل بدايته هو تصريح رسمي بأن مصر عادت وأن العالم عليه أن يُعد العدة لأن “المصريين” قادمون بروح لا تُقهر وإرادة لا تنكسر وتاريخ يُلزمنا بأن نكون في المقدمة لا في الخلف .

نُريد جيلاً يُقاتل بشرف يُنافس بندية ويُقاتل على كل شبر من الملعب كأنها معركة وطن نُريد فريقاً يُشبه عظمة الجندي المصري في ميادين الحرب ويُحاكي إخلاص الفلاح المصري في الأرض ويعكس إبداع العالم في حضارة عُمرها آلاف السنين .

نداء لكل مصري :
• إلى اللاعب: العب بقلبك قبل قدمك تذكّر أنك تمثل وطناً لا يعرف الاستسلام .
• إلى المدرب والجهاز الفني: مصر بين أيديكم اصنعوا مجداً يُخلد أسمائكم في كتب التاريخ .
• إلى الإعلام: كفى هدماً وابدأوا البناء فالكلمة قد ترفع فريقاً وقد تُسقط أمة .
• إلى الجمهور: أنتم نبض المدرجات عودتكم فرض وطني ووعيكم أداة النصر .
• إلى صُنّاع القرار: الكرة اليوم لم تعد رياضة فقط بل قوة ناعمة ولغة سياسية وسفير شعبي فلا تترددوا في دعمها بكل ما أوتيتم من إمكانات .

نُريد نُسخة نُباهي بها الأمم

نُريد كأس عالم يخلد اسم مصر كأحد أضلاع البطولة نُريد كأس أمم إفريقية تاسعة تُثبت أننا الملوك الحقيقيون للقارة نُريد أندية تنافس على الساحة القارية والعالمية ونُريد لاعبين قدوة يحملون علم مصر بفخر في ملاعب أوروبا والعالم .

فى النهاية •• رسالتي لكل مصري :

لا تستهينوا بقدرة الكرة على توحيد شعب وإحياء أمة فحين تهتف الجماهير في المدرجات يا مصر تهتز الجدران وتتزلزل أركان الملعب وتُعلن أن لها وطن اسمه مصر

هي ليست مجرد كرة بل هي رسالة
هي ليست مجرد لعبة بل هوية
هي ليست مجرد تسعين دقيقة بل موعد مع المجد

نحن لا نُشارك فقط نحن نُقاتل لنكتب اسم مصر على جدار المجد العالمي كما كتبناه من قبل على جدران التاريخ

تحيا مصر وتحيا الكرة المصرية ويحيا كل من آمن بهذا الحُلم وعمل لأجله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى