اخبارتحقيقات وملفات

أكواب “الشربات بالموز” سمة مميزة بالإسكندرية احتفالا بالمولد النبوي الشريف

سعاد محمد

تحتفل محافظات مصر في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، بمولد أطهر الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتعم الاحتفالات مختلف أنحاء البلاد من شرقها لغربها احتفالا بهذه المناسبة الشريفة، ورغم تنوع مظاهر الأحتفال فى مصر  إلا أن الأحتفال بالمولد النبوي في محافظة الإسكندرية له طابع خاص وفريد تتميز به الإسكندرية عن غيرها من البلدان.

حيث تنفرد مدينة الإسكندية بعادة توزيع أكواب “الشربات بالموز” على المارة في كافة المناطق والأحياء الشعبية والراقية سواء، فأينما تسير فى أى منطقة سكندرية تجد مجموعات من الشباب والشيوخ وحتى الأطفال يقف جزء منهم أمام إحدى الطاولات، فمنهم من يشارك فى تقطيع الفاكهة وآخرون منهمكون فى تحضير الشربات وملء الأكواب وصولًا إلى عملية التوزيع على كل شخص يمر بجوارهم، سواء كان مترجلًا أو مستقلًا لمواصلة عامة أو خاصة، بالإضافة إلى قيام البعض بتوزيع الحلوى المجانية على الأطفال.

“صلي على النبي ومتكسفش إيد أحبابه”، كلمات بسيطة يرددها العامة فى الشوراع لجذب انتباه المارة أثناء توزيع أكواب الشربات بالموز الخاص بالمولد النبوي الشريف، حيث علق أحد المواطنين على أصل هذه العادة وقال: إن توزيع أكواب “الشربات بالموز” عادة ورثناها عن أجدادنا والجميع يقوم بها بلا استثناء سواء أشخاص أو أصحاب المحال التجارية، حيث يقوم كل منهم بشراء كميات كبيرة من زجاجات الشربات وتحضيرها بإضافة الماء وقطع الموز إليها وتوزيعها، وتابع حديثه قائلا: “إنها عادة نتبارك بها في حب النبي، حيث تسعدنا سماع كلمة كل سنة وأنت طيب ونشوف الناس مبسوطة.”

عادة توزيع أكواب “الشربات بالموز” هى عادة موروثة لا تقتصر على كبار السن فقط ، فالشباب وصغار السن لهن نصيبًا كبيرًا منها، حيث لا تخلو أماكن تجمعاتهم سواء أمام منازلهم أو داخل رياض الأطفال من فرصة الحصول على المشروب، كما تنظم المسارح الفنية و القصور الثقافية عروضًا فنية من خلال الاستعانة ببعض المنشدين والفرق المتخصصة في الابتهالات، والتى تقدم وصلات من الابتهالات والأناشيد المعروفة في حب النبي.

كما تنتشر أماكن بيع حلوى المولد الشهيرة بالإضافة إلى الحصان والعروسة، حيث نجد المجسمات الضخمة لعروسة المولد التقليدية والحصان يزينان الشوراع والميدان، لجذب عشرات الأطفال لالتقاط الصور التذكارية بجوارهما، ولم تقتصر مظاهر الاحتفال على فئة عمرية محددة إذ حرصت العائلات على توزيع حلوى المولد المغلفة على الصغار ومشاركتهم التقاط الصور التذكارية.

ويتكرر هذا المشهد التقليدي كل عام في ذكرى مولد النبى عليه السلام، في كل شوارع وأزقة وميادين الإسكندرية، حتى المناطق الراقية منها باعتبارها عادة قديمة تتوارثها الأجيال منذ قديم الزمان في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وباتت عادة يعرف بها أهالى الإسكندرية.

المولد
المولد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى