تحقيقات وملفات

بعد مشاهدتهم لجريمة الاسماعيلية .. أين ذهبت ” جدعنة ” المصريين ؟ أستاذ أصول التربية يجيب

كتب .. هيثم زهرة

أثارت مقاطع الفيديو، التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لشخص يقتل آخر، في شوارع مدينة الاسماعيلية، العديد من تساؤلات الشارع المصري، كان أهمها أين ذهبت ” جدعنة ” المصريين ؟ وهل أصبح المصري جبانا ؟

 

موقع “الرأي” حمل تلك الأسئلة، الى أ.د. محمد ابراهيم طه خليل، أستاذ أصول التربية، بكلية التربية، ومدير مركز تعليم الكبار، بجامعة طنطا.

دكتور محمد ابراهيم طه خليل
دكتور محمد ابراهيم طه خليل

 

لا تستعجل الحكم..

وقال د. محمد خليل، من الخطأ الكبير وصف من شاهدوا جريمة الاسماعيلية عن قرب بالجبن أو الخوف، نظرا لعدم تدخلهم لفض أحداث تلك الجريمة البشعة، مشيرا الى أنه لابد علينا من ادراك الوقع النفسي، والأثر النفسي، لكل من حضر هذا الموقف المرعب.

المشهد دموي للغاية ..

وتابع أستاذ أصول التربية، قائلا : “هناك جزأين يحكموا تصرفات الانسان، الذي يتعرض لمشاهدة مثل تلك الأحداث من مسرح الجريمة، وهما الثبات الانفعالي، والصلابة النفسية”، واستطرد قائلا : “أنا شخصيا، ومع أني متخصص في علم النفس والتربية، قد أصاب بالهلع من هول المشهد الدموي” .

أرفض تماما ..

ورفض أستاذ التربية، وصف من عايش تلك اللحظات المرعبة، بالجبان أو نعته بالسلبية، مؤكدا بعدم جواز اللوم عليهم مطلقا، وكل ما كان باستطاعتهم عمله، هو طلب النجدة، عن طريق التواصل مع الجهات الأمنية.

مش خناقة في حارة !!!

وتساءل أستاذ التربية : “ألم يكن من الممكن، زيادة الضحايا اذا ما قام أي شخص بمحاولة فك هذا الاشتباك الدموي؟، وبخاصة بأنه سوف يقابل شخص يحمل ساطورا، وهو أعزل تماما” وأضاف:” جريمة الاسماعيلية مش خناقة في حارة ” .

اللا شعور ..

وردا على سؤال موقع “الرأي” حول كيف لانسان، أن يقوم بالقتل، بهذا الشكل البشع، والاصرار على قطع رقبة ضحيته، أفاد أستاذ علم النفس، بأن من يقوم بمثل تلك التصرفات، هو شخص خارج منطقة الشعور، وتسمى علميا، مرحلة “اللاشعور”، وتكون عندها تصرفات الانسان، غير مبنية على أفعال منطقية.

اختلاف ..

وتابع : “هنا تظهر قدرة الأشخاص على استيعاب مثل تلك المواقف، فأحيانا نجد شخص يقتل ويحرق، نتيجة لتعرضه لضغوط معينة، وعلى النقيض، نجد شخص آخر، أكثر تماسكا، وتقبلا للأمور”.

منظومة القيم..

سؤال أخير، قمنا بتوجيهه لأستاذ أصول التربية: من المسئول عن تفشي الجريمة، وبهذا الشكل البشع في المجتمع؟ أجاب بأن توجيه أصابع الاتهام لجهة بعينها، هو أمر خاطئ وغير علمي، مشيرا الى تشعب القضية، حيث أنه من الممكن اتهام العديد من الجهات، منها الأسرة، أو المدرسة، أو المؤسسة الدينية، أو الأصدقاء المحيطين، وأيضا وسائل الاعلام المختلفة، وتابع أن كل ما سبق مسئول عما يسمى ببناء منظومة القيم عند الانسان.

 

 

HithamZahra

محرر صحفي بموقع الرأي الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى