ساحة الرأي

سيناء: الماضي والحاضر والمستقبل.. بوابة الله الشرقية

بقلم: لواء/ احمد زغلول مهران

تعد سيناء واحدة من أقدم الأراضي التي شهدت التفاعلات الحضارية عبر العصور، حيث تعرضت لعدة غزوات واحتلالات، لكنها ظلت على مر العصور جزءاً لا يتجزأ من هوية مصر فمن العصور القديمه إلى العصر الحديث، كانت سيناء ساحة للغزوات، كما كانت دوماً نقطة انطلاق استراتيجية في قوة مصر العسكرية والسياسية واليوم تسعى مصر إلى تحويل سيناء إلى نموذجٍ للتنمية المستدامة، مع الحفاظ على إرثها الثقافي وخصوصيتها المجتمعية لذا نسلط الضوء على مختلف جوانب سيناء من الناحية الجغرافية، التاريخية، الاجتماعية، والاقتصادية، بالإضافة إلى تطوراتها الحالية والمستقبلية.

أولاً: الطبيعة الجغرافية لسيناء

تتميز سيناء بموقعها الاستراتيجي الفريد، حيث تشكل نقطة التقاء بين ثلاث قارات: آسيا، إفريقيا، وأوروبا، مما يجعلها بوابة تاريخية وحيوية تربط بين هذه المناطق. تبلغ مساحة سيناء حوالي 60,000 كيلومتر مربع، مما يجعلها تمثل حوالي 6% من إجمالي مساحة مصر تتنوع تضاريس سيناء بين سواحل بحرية، وجبال، وصحاري، وأودية من أبرز معالمها الطبيعية “جبل كاترين” الذي يُعد أعلى قمة جبلية في مصر، بارتفاع 2,629 متراً فوق سطح البحر كما تشتهر “وادي الطور” و”وادي فيران” بالاضافه لوادى العريش ووادى العمرو بشمال سيناء وتتميز بكثرة الأشجار والنباتات البرية التي تنمو في المنطقة، وكذا الحيوانات البريه ما يعكس التنوع البيئي الغني الذي تزخر به.

ثانياً: الطبيعة الديموغرافية والقبائل والعائلات في سيناء

سيناء ليست مجرد أرض جغرافية، بل هي موطن لعدد من القبائل والعائلات التي نشأت هناك عبر التاريخ. ترجع معظم هذه القبائل إلى أصول عربية، أبرزها “الترابين”، “التياها”، “السواركه”، “الرميلات”، “الجبالية”، و”العيايدة”، “البياضيه”، “الاخارسه” ،”الاحيوات” فى الشمال و”المزينه”، “العليقات”، “الصوالحه”،”الحماضه” ،”الجباليه” فى الجنوب
واهم العائلات التى ترجع أصولها إلى أوروبا والتى جاءت إلى مصر ضمن الحاميات المختلفه واستقرت بسيناء
منها على سبيل المثال الشوربجى والبيك والأهتم والطنجير والغول وأولاد سليمان والفواخريه وغيرها
خلال الحقبة العثمانية، لعبت هذه القبائل والعائلات دوراً محورياً في مقاومة الغزوات الأوروبية، خاصة الاحتلال الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت، حيث كانت تساهم في دعم الجيش المصري وحمايته.
حتى الأن لا يزال الولاء والانتماء للقبيلة جزءاً أساسياً من هوية أبناء سيناء، رغم التحديات السياسية والاقتصادية تختلف مناطق تواجد هذه القبائل.

ثالثاً: سيناء في مواجهة الغزوات والاحتلالات

عبر العصور، تعرضت سيناء لأكثر من 44 غزوة، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الذي جعلها نقطة عبور أساسية للغزاة في العصور القديمة، كانت مصر القديمه تستخدم سيناء لحماية حدودها الشرقية ضد الغزوات القادمة من بلاد الشام وآسيا.

كان الاحتلال الإسرائيلي في 1967 أحد أبرز الأحداث التي مرت بها سيناء في العصر الحديث وبعد استعادة مصر للمنطقة بموجب اتفاقية السلام في 1982، بدأ عهد جديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية المتجددة.

رابعاً: مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ودور منظمة سيناء العربية

خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي، ساهمت العديد من منظمات المقاومة وأبناء سيناء بشكل حيوي في دعم العمليات العسكرية ضد الاحتلال من أبرز هذه المنظمات “منظمة سيناء العربية” التى كان كيانها الرئيسى من ابناء سيناء يبلغ عددهم حوالى 757 مجاهد ينتمون إلى ١٣ محافظه اغلبهم من محافظتى شمال وجنوب سيناء ابلوا بلاءً حسنا لصالح المجهود الحربى حيث قامت بالعديد من الاعمال التعرضيه ضد الاحتلال الإسرائيلي وأمدت القوات المسلحة المصرية بمعلومات استخباراتية حيوية كما كان لأبناء سيناء دور كبير في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، حيث قدموا شهداء وأبطالاً في ساحات المعركة حيث حصل بعضهم  على نوط الجمهوريه من الطبقه الثالثه والبعض على نوط الامتياز من الطبقه الاولى لجنة التكريم رقم ٤ من الرئيس السادات والآخر على نوط الامتياز الطبقه الاولى لجنة التكريم رقم ٦ من الرئيس مبارك

خامساً: سيناء وحرب الإرهاب

منذ بداية الألفية الثالثة، شهدت سيناء تحديات أمنية جديدة مع ظهور الجماعات الإرهابية في المنطق حيث شكلت هذه الجماعات تهديداً للأمن المصري في سيناء من خلال استهداف القوات العسكرية والشرطية والمرافق الحيوية ومع ذلك، لعب أبناء سيناء، بالتعاون مع الجيش المصري، دوراً حيوياً في دعم جهود مكافحة الإرهاب.

سادساً: خطة إسرائيل لتهجير أبناء غزة إلى سيناء

في السنوات الأخيرة، برزت مخاوف من مشاريع إسرائيلية تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، في إطار ما يُسمى بـ “صفقة القرن” أو مخططات تهجير الفلسطينيين يعد هذا التهديد خطراً على التركيبة السكانية في سيناء، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض واقع جديد قد يؤثر على سيادة مصر في المنطقة ومن الضروري أن تتبنى مصر موقفاً قوياً لصد هذه المخططات، من خلال تعزيز الأمن في سيناء وفرض سيادتها الكاملة على أراضيها وظهر هذا جلياً بعد حرب غزه الاخيره وسياسة التطهير العرقى التى ينتهجها الجيش الاسرائيلى

سابعاً: دور الحكومة المصرية في تنمية سيناء

منذ استعادة سيناء في 1982، وضعت الحكومة المصرية العديد من الخطط لتطوير المنطقة وتحقيق تنمية شاملة في السنوات الأخيرة، قامت الدولة بتنفيذ مشروعات استراتيجية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سيناء، من بينها:
1. مشروعات البنية التحتية:
تم إنشاء العديد من الطرق الجديدة التي تربط سيناء ببقية المدن المصرية، مثل “طريق السلام” و”الطريق الدولي”، فضلاً عن بناء شبكات كهرباء ومياه جديدة.
2. مشروعات الطاقة:
استغلال الثروات الطبيعية في سيناء، مثل الغاز الطبيعي، لتوفير إمدادات الطاقة للمنطقة وتحفيز الاقتصاد المحلي.
3. التنمية الزراعية:
تم استصلاح الأراضي في سيناء بهدف توسيع الرقعة الزراعية ودعم الأمن الغذائي في المنطقة.
4. القطاع السياحي:
تحظى مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء بشهرة عالمية كمقصد سياحي، حيث عملت الحكومة المصرية على تطوير البنية السياحية في هذه المناطق، مما ساعد في جذب ملايين السياح سنوياً.

ثامناً: العادات والتقاليد والولاء والانتماء لأرض سيناء

يشتهر أبناء سيناء بعادات وتقاليد تتميز بالضيافة والكرم، فضلاً عن إيمانهم العميق بالأرض وهويتهم. تتسم هذه العادات بالتراث القبلي، حيث يتمسك السيناويون بالقيم الإنسانية والمجتمعية الحميده  مثل الاحترام المتبادل، الشجاعة، والنخوة في مواجهة التحديات.
لا يزال أبناء سيناء يتمتعون بولاء قوي لوطنهم مصر، ويشعرون بفخر عميق بدورهم التاريخي في حماية حدود البلاد في العديد من الحالات، يظهر أبناء سيناء استعدادهم التام للتضحية من أجل الحفاظ على أمن سيناء واستقرارها.
أبرز المجاهدين من أبناء سيناء الذين قدموا للوطن خدمات جليلة:
• حسن علي خلف: قبيلة السواركه هو أحد أبرز المجاهدين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فترة حرب الاستنزاف حيث تم أسره عام١٩٧١ فى احد العمليات وحُكم عليه بالسجن بالسجون الاسرائيليه ١٤٩ عام بسبب قيامه باستهداف مطار العريش وتكبيد المُحتل خسائر جسيمه وتم الإفراج عنه فى مقابل صفقة استبدال الاسرى عام ١٩٧٤.
• شلاش خالد عرابي: قبيلة البياضيه كان له دور محوري في تنظيم العمليات العسكرية ضد الاحتلال، وقدم العديد من التضحيات في سبيل الوطن حيث أُصيب اصابه بالغه فى وجهه وتم علاجه وشفاؤه.
• سلامة نصر الله نصر: قبيلة السواركه من الأبطال الذين شاركوا في العمليات الفدائية أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي وأثناء حرب المجيد واصيب فى ذراعه وتم علاجه وشفاؤه.
• براك يوسف النعامي: قبيلة الترابين المجاهد البارز الذي كان له تأثير كبير في العمليات العسكرية ضد العدو، وساهم في تحفيز الشباب للانخراط في مقاومة الاحتلال.
• علي فريج راشد: قبيلة الاحيوات شارك في العديد من العمليات الفدائية التي استهدفت القوات الإسرائيلية.
• سليمان مغنم: قبيلة السواركه كان له دور كبير في جمع المعلومات الاستخباراتية التي ساعدت في التخطيط للعديد من الهجمات ضد الاحتلال.
•عبدالله خويطر: قبيلة السواركه من أبرز الشخصيات التي قدمت لمصر الكثير من البطولات حضر حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر الحميده حتى وصل إلى رتبة المقدم مًُكلف.
•محمد اليمانى : قبيلة البياضة من رموز المجاهدين حيث كان له دور بارز فى استقطاب ابناء سيناء للانضمام لمنظمة سيناء العربية ترقى إلى رتبة المقدم مُكلف بالقوات المسلحه.

أهم المشروعات القومية التي تم إقامتها في سيناء:

• المشروعات الزراعية: استصلاح الأراضي في شمال وجنوب سيناء، مع التركيز على الزراعة المستدامة وتطوير الري.
• مشروعات الطاقة: استغلال الغاز الطبيعي في منطقة العريش لإنتاج الطاقة الكهربائية، فضلاً عن مشروعات الطاقة الشمسية.

المراجع التي تناولت سيناء وبطولات أبنائها:

• نعوم شقير: في كتابه “تاريخ سيناء”، تناول دور سيناء في الدفاع عن مصر، موضحاً أهمية الموقع الجغرافي والحضاري للمنطقة.
• موسوعة مصر القديمة: تناولت تطور سيناء عبر العصور وعلاقتها بالحضارة المصرية القديمة، ودورها في حماية حدود مصر الشرقية.

معبد سرابيط الخادم وأهميته:

يعد معبد سرابيط الخادم من أقدم المعابد في مصر وأهم المعالم الدينية في سيناء يقع المعبد في جبل سرابيط في وسط سيناء، وكان مركزاً لعبادة الإلهة حتحور في العصور القديمه يشتمل المعبد على العديد من النقوش التاريخية التي تكشف عن الثقافة المصرية القديمة وتاريخ العلاقة بين القدماء المصريين وشعوب المنطقه.

تاريخ سيناء الديني وتجلي الله عليها:

تعد سيناء من أقدس المناطق في الأديان السماوية الثلاثة، فهي الأرض التي تجلى الله فيها على نبيه موسى عليه السلام جبل موسى، الذي يقع في سانت كاترين، هو المكان الذي تلقى فيه الوحي كما مر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عبر سيناء في رحلته من مكة إلى القدس أثناء رحلة الإسراء والمعراج، ما يجعلها محط أنظار المسلمين حيث تعتبر سيناء بوابة الله الشرقيه لكونها الارض المباركه التى ذكرت فى القرآن الكريم فى عدة مواقع لذا نعتبرها أحد البوابات التى من خلالها نستطيع أن نعرف انها من أهم المواقع على سطح الخليقه المقربه لرب العزه حيث اصطفاه عن باقى بقاع الارض ليتجلى على ثراها.

توصيات هامة لتنمية سيناء وجعلها في مكانتها التي تستحقها:

  1. تعزيز البنية التحتية وتنفيذ مشروعات ربط جديدة:
    • العمل على تطوير شبكة الطرق والمواصلات في سيناء، وربطها ببقية أنحاء مصر من خلال مشاريع مثل “طريق السلام” و”الطريق الدولي”، فضلًا عن إنشاء شبكة قطارات سريعة تربط شمال سيناء بالجنوب.
    • تنفيذ مشروعات طرق جديدة تربط سيناء بالمناطق الاقتصادية الكبرى في مصر مثل قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، مما يسهم في تسهيل حركة التجارة والسياحة.
    • إنشاء وتحديث شبكات المياه والكهرباء، خاصة في المناطق النائية، لضمان استدامة الخدمات الأساسية لسكان سيناء.
  2. استثمار الموارد الطبيعية المتنوعة:
    • استغلال الغاز الطبيعي والثروات المعدنية: استثمار الموارد الغازية الموجودة في مناطق مثل العريش لتوفير إمدادات طاقة إضافية، وكذلك استكشاف الثروات المعدنية مثل الفوسفات والذهب.
    • تحفيز صناعات الطاقة المتجددة: استغلال قدرة سيناء على توليد الطاقة الشمسية والرياح، بفضل موقعها الجغرافي المتميز، لإنشاء مشروعات للطاقة المتجددة، مما يسهم في توفير طاقة نظيفة ودائمة.
    • تطوير مشروعات صناعية تعتمد على الموارد الطبيعية في المنطقة، مثل الصناعات التحويلية والمصانع القائمة على استخراج المعادن والنفط.
  3. التنمية الزراعية واستصلاح الأراضي:
    • تنفيذ مشروعات كبيرة لاستصلاح الأراضي الصحراوية في شمال وجنوب سيناء، مع توفير أنظمة الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط.
    • دعم الفلاحين والمستثمرين في قطاع الزراعة من خلال تقديم قروض ميسرة وحوافز لتطوير إنتاج المحاصيل الزراعية، بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج المحلي.
    • تشجيع الزراعة المستدامة والمحافظة على التنوع البيولوجي، من خلال تطبيق أفضل ممارسات الزراعة.
  4. تطوير السياحة والتراث الثقافي:
    • تطوير قطاع السياحة في سيناء، خاصة في مناطق شرم الشيخ وطابا ودهب، من خلال بناء مرافق سياحية متطورة ومراكز سياحية بيئية تراعي البيئة الطبيعية والثقافية للمنطقة.
    • تعزيز السياحة الدينية، من خلال تطوير المواقع التاريخية والدينية مثل جبل موسى ودير سانت كاترين، وتطوير مسارات الحج الديني، الذي يرتبط بعقائد المسلمين والمسيحيين واليهود.
    •تعزيز السياحه العلاجيه والاستشفائه باستغلال العيون الكبريتيه كعيون موسى وحمامات فرعون وعين وردان حوالى اكثر من 1400 عين كبريتيه منتشره فى أنحاء سيناء
    • إنشاء مراكز ثقافية تسهم في إبراز التراث السيناوي وأهمية المكان في الحضارة المصرية القديمة، مثل معبد سرابيط الخادم، وتقديمه للعالم كأحد أهم الوجهات السياحية التاريخية.
  5. تعزيز التنمية البشرية والتعليم والتدريب المهني:
    • الاستثمار في التعليم والتدريب المهني لأبناء سيناء لتطوير مهاراتهم العملية في المجالات الزراعية، الصناعية، السياحية، وتكنولوجيا المعلومات، بما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة.
    • إنشاء جامعات ومعاهد تعليمية في سيناء توفر برامج أكاديمية متخصصة في الصناعات الحديثة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى البرامج الخاصة بالزراعة والبيئة.
    • تطوير برامج تدريبية لرفع كفاءة العمالة في القطاع السياحي، وكذلك في مجالات النقل والتجارة، مع التركيز على التقنيات الحديثة.
  6. تعزيز الأمن والاستقرار المحلي:
    • زيادة الوجود الأمني وتكثيف الجهود للتصدي للإرهاب والجماعات المسلحة التي تهدد استقرار المنطقة، مع ضمان إشراك أبناء سيناء في هذه الجهود الأمنية، باعتبارهم جزءًا من المجتمع المحلي.
    • دعم الشرطة العسكرية والشرطة المدنية في تأمين الطرق والمرافق الحيوية، ومواصلة بناء الثقة بين القوات الأمنية والمجتمع السيناوي.
    • استعادة سيطرة الدولة على جميع مناطق سيناء، وتفعيل المجالس المحلية لضمان تمثيل أبناء سيناء في اتخاذ القرارات التنموية الهامة في مناطقهم.
  7. حماية الهوية الثقافية والتراث السيناوي:
    • تعزيز الهوية السيناوية من خلال دعم المشاريع الثقافية والتراثية، وتنظيم فعاليات ثقافية محلية وعالمية لتعريف العالم بثقافة سيناء وعاداتها وتقاليدها الفريدة.
    • حماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لأبناء سيناء وتوفير وسائل الإنتاج لهم، وتعزيز الانتماء الوطني من خلال تحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
    • تعزيز دور القبائل السيناوية في عملية التنمية، من خلال إشراكهم في صنع السياسات التنموية التي تخص منطقتهم، وضمان تفعيل برامج التنمية المستدامة التي تراعي خصوصياتهم الثقافية والاجتماعية.
  8. التوسع في مشاريع البيئة وحماية الموارد الطبيعية:
    • تنفيذ مشاريع بيئية لحماية الموارد الطبيعية في سيناء، مثل محميات طبيعية لحماية الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، وتنفيذ برامج لمكافحة التصحر.
    • دعم مشروعات الزراعة العضوية وتعزيز الأنظمة الزراعية المستدامة، التي لا تضر بالتوازن البيئي في المنطقة.
    • العمل على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة في سيناء من خلال زراعة الأشجار المناسبة والتوسع في مشروعات الحراجة الزراعية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة ري اقتصادية في مناطق متعددة.
  9. إعادة النظر في المشروعات التنموية عبر الحدود:
    • النظر في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول المجاورة مثل الأردن وفلسطين، وذلك للاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسيناء كحلقة وصل بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
    • تعزيز التعاون مع الدول الخليجية والمجتمع الدولي في مشروعات تنموية مشتركة تستهدف المنطقة.

خلاصة التوصيات:

من خلال تطبيق هذه التوصيات بشكل مدروس، يمكن تحقيق تحول جذري في سيناء على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما يعزز من مكانتها كأرض ذات أهمية استراتيجية وتاريخية ودينية. من خلال استغلال الموارد الطبيعية والبشرية بشكل مستدام، يمكن لسيناء أن تصبح نموذجًا حيًا للتنمية الشاملة والمستدامة، وهو ما يساهم في تحسين حياة أهلها وتعزيز دورها الفعال في الأمن القومي المصري.

الخاتمة:

إن سيناء تمثل جزءاً أساسياً من هوية مصر، فهي ليست فقط أرضاً جغرافية بل هي تاريخ طويل من الحضارات، الغزوات، والبطولات من كونها معبراً استراتيجياً بين ثلاث قارات، إلى مكانة دينية سامية شهدت تجليات أنبياء الله ورسالاتهم، تظل سيناء رمزاً للأصالة والصمود منذ العصور القديمه وحتى العصر الحديث، كانت سيناء شاهدة على أحداثٍ فارقة في تاريخ مصر والمنطقة ككل، ولعبت دوراً محوريًاً في حماية حدود مصر الشرقية ومرتكزاً استراتيجياً للأمن القومي المصرى وفيما تتواصل التحديات السياسية والأمنية التي تواجه المنطقة، تبقى دور الدولة المصرية في تنمية سيناء وتعزيز سيادتها أمراً بالغ الأهمية فمشروعات التنمية المستدامة التي تشمل تحسين البنية التحتية، واستغلال الثروات الطبيعية، وتطوير القطاع السياحي والزراعي، كلها تمثل جزءاً من استراتيجية مصر لتحويل سيناء إلى نموذجٍ للتطور والازدهار بالإضافة إلى ذلك، تظل الدولة المصرية مستمرة في جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار في سيناء، بالتعاون مع أبناء سيناء الأوفياء الذين يساهمون بدورهم الكبير في محاربة الإرهاب ودعم استقرار المنطقة.
إن سيناء، بكل ما تحمله من تاريخ عريق وإرث ديني وحضاري، تستحق أن تظل في قلب اهتمام الدولة والمجتمع فبتنمية هذه الأرض المباركة، تعزز مصر مكانتها الإقليمية والدولية، وتحقق الأمن والاستقرار لشعبها، بما يساهم في استدامة السلام والازدهار في المنطقة العربية والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى