اخبارتحقيقات وملفاتحوادث

في ذكرى العبور العظيم .. هل يستحق محمد حسني مبارك التحية؟

كتب – هيثم زهرة

محمد حسنى مبارك وقف مع نجليه في قفص الاتهام، وتعالت الأصوات بالقصاص للشهداء، وطالب آخرون بتقسيم ثروته على الشعب الكادح، 7 سنوات قضاها في التردد على جلسات المحاكمة، من محبسه القاطن بالمعادي في أحدى المستشفيات العسكرية، حتى تمت تبرئته مما نسب اليه، ليختفي بعدها تماما عن الأنظار، الا من خلال بعض الصور، نشرها له مؤيديه وأنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي..

سيرة ذاتية

محمد حسني مبارك، من مواليد محافظة المنوفية في عام 1928، تخرج في الكلية الجوية عام 1950، وترقى في العديد من المناصب، الى أن وصل لرئاسة أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدا للقوات الجوية 1972، ليقود نسور الجو خلال معركة السادس من أكتوبر، التي شهدت مولد قائد رفيع المستوى بشهادة رئيس الجمهورية آنذاك، محمد أنور السادات، ليصبح “مبارك” صاحب أول ضربة جوية في معركة استرداد الكرامة المصرية.

البداية ..

شاء القدر أن يتولى “مبارك” حكم مصر بعد اغتيال السادات على يد الجماعات الارهابية، خلال العرض العسكري المقام خصيصا للاحتفال بانتصار أكتوبر المجيد، لتبدأ فترة جديدة للبلاد رئيسها “مبارك” بداية من عام 1981، ليجد نفسه أمام الكثير من التحديات، كان أولها حكم بلد لازال يعاني من ويلات الحرب، مع توتر في العلاقات المصرية مع العديد من الدول العربية نتيجة توقيع السادات على اتفاقية كامب ديفيد مع الجانب الاسرائيلي، بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية.

بين مؤيد ومعارض

شهدت فترة حكم “مبارك” التي استمرت نحو 30 عاما الكثير من الأقاويل، اذ يرى مؤيدوه أن عهده ملئ بالإنجازات، والمشرعات العملاقة، مثل مترو الأنفاق، ومنطقة توشكي، واسكان الشباب في المدن الجديدة، فيما اعتبر معارضوه أنه السبب الرئيس في تفشي الفساد في البلاد، والاهتمام بالعلاقات الخارجية لمصر على حساب الشأن الداخلي، مؤكدين أنه كان عازم النية في توريث نجله “جمال” حكم البلاد، وهو ما نفاه “مبارك” في أكثر من مناسبة.

سبق السيف العذل!!

سيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا أو علينا.. ان الوطن باق والأشخاص زائلون” رددها “مبارك” عقب تصاعد وتيرة أحداث ثورة 25 يناير 2011 محاولا تهدئة الشارع المصري، وحاول جاهدا استعراض تاريخه العسكري والرئاسي، عسى أن تهدأ الأمور ويعود الثوار الى بيوتهم، مع الوعود بمحاسبة كل مقصر أو مسئول عن الدماء التي سالت في شوارع مصر، ولكن، سبق السيف العذل.

بيان التخلي

يخرج اللواء عمر سليمان نائب الرئيس على شاشة التليفزيون يوم 11 فبراير 2011 ليعلن في بيان مقتضب لجموع الشعب المصري تخلي رئيسها عن الرئاسة، بعد 3 قرون من حكم مصر، وتكليف المجلس العسكري بإدارة شئون البلاد، لتبدأ بعدها سلسلة من الاحتفالات الشعبية، مطالبة بمحاكمة “مبارك” ونجليه وكل قيادات الدولة المصرية.

ماذا يقول التاريخ عن “مبارك”؟

قد تتفق أو تختلف مع “مبارك” “الرئيس”، وقد تشاهد العديد من الآراء في برامج “التوك شو” هذا مؤيد، وذاك معارض، منهم من يقول “كانت ايامك حلوة يا ريس”، ومنهم من يقول “الهي ما تعود أيامك”، لكن من الواضح أن مسيرة “مبارك” العسكرية تشهد له بالوطنية الشديدة، وفقا لتاريخه العسكري، وهو الذي تسلم قيادة القوات الجوية مقطعة الأوصال، بعد هزيمة مصر في نكسة 1967، لتظهر قدراته العسكرية سريعا خلال الاعداد لمعركة العبور والتخطيط لحرب أكتوبر، حتى أصبحت القوات الجوية كلمة السر في الانتصار العظيم.


إسدال الستار..

توفي “مبارك” يوم الثلاثاء 25 فبراير 2020 عن عمر ناهز ال 92 عاما، بعد أن ساءت حالته الصحية، وتوقفت الكثير من أجهزته الحيوية عن العمل، وتم تشييع الجثمان من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكبار قادة القوات المسلحة المصرية.

مبارك
مبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى