ساحة الرأي
أخر الأخبار

محمد حراز يكتب.. تعقيم العقول أهم من تعقيم الملابس

محمد حراز يكتب

لا يعيب الكاتب أن يقوم بين الحين والآخر بتعقيم قلمه وأوراقه ومرَاجعهِ، فليس هناك فروق كبيرة بين الكاتب وبين الطبيب فكلاهما يحتاج للتعقيم في تطهير أدواته.

فالأول يحتاج لتعقيم أوراقه وأقلامه وأفكاره والأهم من ذلك تطهير وتعقيم عقول قُراَئه من الطحالب ومن الفطريات التي تنمو عليها من كِتابات شواذ الكتاب

الذين لا يعرفون قواعد وفنون وآداب الكتابة.
أما الطبيب فيقوم أيضاً قبل وبعد كل عملية جراحية بتعقيم أدوات الجراحة المتنوعة من مِشرط ومن نصل وحفار، إلى فاتح وسداد ومبرد ومناظير وخلافه لتصير صالحة للاستخدام.

محمد حراز يكتب.. تعقيم العقول أهم من تعقيم الملابس

محمد حراز يكتب.. تعقيم العقول أهم من تعقيم الملابس
حراز

فالكتابة التي تجذبك من أول عبارة مثل تماثيل القدماء المصريين تكاد أن تنطق إذا ما نظرت إليها والتي حيرت العالم بدقتها وروعتها وأسرارها، يختفي بريقها (الكتابة).

التلوث البصري

إذا ما حاول كويتب أن يتقمص دور كاتب فتراه يأتي بكل المتناقضات في جملة، وإذ ما أراد أن يأتي بصورة جمالية تراه كمن يضع مخلفات مجارير الصرف الصحي وسط مائدة احتفالات أعياد الميلاد، فتصبح كلماته من أهم أسباب التلوث البصري وتكون مصدراً للبشاعة والروائح الكريهة..

لذلك فإن الكاتب المبدع لايجب أن يكتب كلاما ليملأ به الأوراق فحسب، بل يكتب ليروي به العقول التي عطشتها أقلام أظلمها ان وصفت أصحابها بالكُتاب،

محمد حراز يكتب.. تعقيم العقول أهم من تعقيم الملابس

عقول  كالمستنقعات 

فهؤلاء صارت عقولهم كالمستنقعات التي تعيش فيها الضفادع لاتسمع منها سوى نقيقها تحتاج إلى أطنان من مستلزمات التعقيم ومئات من صهاريج الكحول حتى يمكن للقارئ تلاوة ما وضعوه في القرطاس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى