مصر.. واحة الأمان في آخر الزمان

بقلم: اللواء / أحمد زغلول مهران
في عالمٍ تزداد فيه الاضطرابات، ويتصاعد فيه القلق الوجودي على مصير الأوطان، تظل مصر حالة استثنائية من الثبات ، ليست مجرّد دولة على الخريطة، بل ملاذٌ إلهيٌ منذ فجر التاريخ.
منذ أن اختارها الله عز وجل ملجأً للسيدة مريم وابنها عيسى عليهما السلام، كانت مصر أرضاً يأمن فيها الخائفون، ويحتمي بها الصالحون، وتُبنى فيها الحضارات.
واليوم، ومع تصاعد نُذر الفتن الكبرى التي بشّرت بها نصوص آخر الزمان، يطرح السؤال نفسه:
هل ستبقى مصر أماناً حين تتساقط الحصون من حولها؟
والإجابة تأتي بثبات وإيمان:
نعم، بإذن الله، ستبقى مصر أرض الأمان إلى قيام الساعة.
من النصوص السماوية •• إشارات الأمان المستمر
قال تعالى:
﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾
[يوسف: 99]
هذه الآية، رغم أنها جاءت في سياق قصة يوسف، إلا أن علماء التفسير أجمعوا على أن دلالتها مستمرة وليست لحظية، بل تعكس هوية متأصلة لمصر الأمن والإيواء.
وفي الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا فُتِحت عليكم مصر فخذوا منها جنداً كثيفاً ،فإنهم خير أجناد الأرض”
قيل: ولمَ يا رسول الله؟
قال: “لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة.”
(رواه ابن حبان والطبراني)
شهادة خالدة من النبي الكريم بأن لمصر دوراً دائماً في حماية الدين، وحمل لواء الحق حتى آخر الزمان.
مصر في مشهد الفتن الكبرى
عند تأمل الأحاديث المتعلقة بفتن آخر الزمان – المهدي، الدجال، معارك الشام، و في العراق – نلاحظ أمرا لافتاً:
مصر لا تُذكر ضمن ساحات الصراع المباشر.
وهذا الغياب ليس إغفالاً، بل تأكيد على أن مصر ستكون خارج بؤر الفتن المدمّرة، وملجأً للنجاة.
• في زمن الدجال، يُنصح الناس بالفرار إلى الجبال أو المناطق الحصينة
• ومصر من أكثر بلاد المسلمين تحصيناً، موقعاً وبنية.
• وفي روايات المهدي، يظهر الدعم المصري بوضوح:
“ويأتيه جند من مصر”
وهذا يدل على أن مصر ستكون مستقرة كفاية لتشارك في إعادة بناء الأمة، لا في صراعات انهيارها.
دروس من التاريخ •• مصر عندما تنقذ العالم
• في زمن يوسف، أنقذت المجاعات.
• في عهد موسى، كانت مركزاً للحضارة.
• في فترات سقوط الخلافة، كانت هي الثابت حين اهتزّت العواصم.
• في الحرب العالمية الثانية، كانت مصر مركز ثقلٍ استراتيجي ومأوى مستقراً.
كل هذا يقول شيئًا واحداً مصر لا تنهار حين ينهار العالم، بل تتماسك وتُعيد الاتزان.
لماذا مصر؟ قراءة في الموقع والشعب والنظام
• الموقع الجغرافي:
تحيط بها الحواجز الطبيعية من كل الجهات (صحراء – بحر – سلاسل جبلية)، ما يجعلها واحدة من أصعب الدول اقتحاماً.
• الجيش المصري:
أكبر الجيوش العربية، يمتلك خبرة طويلة، وعقيدة وطنية قوية، كما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم.
• الشعب المصري:
محافظ بطبعه، متدين وسطي، يمتلك قدرة فطرية على تحمل الشدائد، ويرفض العنف والانقسام.
• السياسة المصرية:
تعتمد على التوازن، لا تنخرط في تحالفات استنزافية، ولا تخضع للاستقطاب الإقليمي، مما يمنحها موقع الحياد الإيجابي المؤثّر.
توصيات استراتيجية لضمان استمرار “أمان آخر الزمان”
- تحصين العقول بالإيمان والعلم
• ضرورة مراجعة وتطوير مناهج التعليم الديني والدنيوي بما يرسّخ الثوابت، ويحمي من تيارات الإلحاد والتفاهة والتطرف. -
إعادة بناء الشخصية المصرية الأصيلة
• غرس قيم التاريخ، الانتماء، الرجولة، الصبر، والإبداع.
• الإعلام، الأسرة، والتعليم شركاء في إعادة هذه “الصياغة الوطنية”.
- الاستثمار في الأمن الغذائي والمائي
• المشروع القومي للاستزراع، تحلية المياه، وإدارة الموارد، هي أولويات لا تقل عن الأمن العسكري. -
دعم الجيش المصري معنويًا وماديًا
• الجيوش تُهدم معنويًا أولًا؛ ولذلك يجب التصدي لأي حملات تشكيك أو تقليل من قيمة المؤسسة العسكرية.
• تكريس العقيدة الوطنية في عقول الشباب وتعزيز الانتماء للخدمة الوطنية. -
الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والعسكرية والأمنية
• في زمن التحولات الكبرى، الوحدة الوطنية ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية.
• دعم القيادة المصرية – سياسيًا وأمنيًا – يعزز الاستقرار، ويمنع الانقسام الذي تستهدفه حروب الجيل الخامس والسادس.
• مصر تحتاج إلى اصطفاف شعبي شجاع، يُفشل كل مشاريع التشويه والتخريب من الداخل. -
إعادة ضبط الخطاب الديني
• الدين لا يُقدّم بالخوف أو الغلوّ، بل بالفطرة والرحمة.
• دعم المؤسسات الدينية الوسطية، وتجفيف منابع التشدد أو التميع. -
إعلام وطني مستنير
• إعلام يُعلّم الناس كيف يحبون وطنهم بعقل لا بعاطفة فقط.
• يُعزز الفخر والانتماء، ويكشف فخاخ الحرب النفسية وحملات التزييف والوعي الزائف.
مصر الرسالة والمُلاذ والقدر
حين تضطرب الأرض، يحتاج الناس إلى وطنٍ لا ينهار، إلى أرض تحفظ الإيمان والإنسان ومصر، منذ أن خُطّ اسمها في الوحي، وهي موضع الأمان ومفتاح الطمأنينة في كتاب الزمان.
ليست مصر عابرة سبيل في التاريخ بل هي مركز الثقل عند كل شِدّة حيث مصر ليست طرفاً في صراع بل ملاذ من لم يجد مأوى.
ليست دولة تبحث عن مجد ،بل أرض كُتِب لها المجد، وهي تُحافظ عليه
وستظل، بإذن الله، مصر التي قال فيها رب العالمين:
“ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”
بشارةٌ لا زمن لها ،وقدرٌ لا يتبدل،
ورسالةٌ لأهلها: أن يحموا هذا الوطن بالأمل والعمل، بالعلم والسلاح، بالعقيدة والوعي، حتى يكون كما أراده الله: أمانًا حتى قيام الساعة
.3. الاستثمار في الأمن الغذائي والمائي
• المشروع القومي للاستزراع، تحلية المياه، وإدارة الموارد، هي أولويات لا تقل عن الأمن العسكري.
-
دعم الجيش المصري معنويًا وماديًا
• الجيوش تُهدم معنوياً أولاً ولذلك يجب التصدي لأي حملات تشكيك أو تقليل من قيمة المؤسسة العسكرية.
• تكريس العقيدة الوطنية في عقول الشباب وتعزيز الانتماء للخدمة الوطنية. -
الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية والعسكرية والأمنية
• في زمن التحولات الكبرى، الوحدة الوطنية ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية.
• دعم القيادة المصرية – سياسياً وأمنياً – يعزز الاستقرار، ويمنع الانقسام الذي تستهدفه حروب الجيل الخامس والسادس.
• مصر تحتاج إلى اصطفاف شعبي شجاع، يُفشل كل مشاريع التشويه والتخريب من الداخل. -
إعادة ضبط الخطاب الديني
• الدين لا يُقدّم بالخوف أو الغلوّ، بل بالفطرة والرحمة.
• دعم المؤسسات الدينية الوسطية، وتجفيف منابع التشدد أو التميع. -
إعلام وطني مستنير
• إعلام يُعلّم الناس كيف يحبون وطنهم بعقل لا بعاطفة فقط.
• يُعزز الفخر والانتماء، ويكشف فخاخ الحرب النفسية وحملات التزييف والوعي الزائف.