ساحة الرأيفن ومنوعات

أحمد حلمي و”افيه” الصف الأول.. هل أساء إلى المصريين؟

بقلم: هدير عبد الوهاب

“مصري وقاعد صف أول؟ أنت أكيد معزوم!”، بهذه الكلمات وبابتسامة مُصطنعة استقبل الفنان أحمد حلمي الملحن مصطفى جاد، الذي كان يجلس في الصف الأول مع زوجته الفنانة كارمن سليمان أثناء عرض مسرحية “بني آدم”. وتفاجأ الجمهور المصري بهذا التعليق المُهين الذي أثار غضبهم.

كيف يبيع البعض كرامة الوطن في سوق “الخليج”؟

ليست المشكلة في “افيه” فاشل ارتجله فنان للسخرية من وطنه لكي يُغازل بلد أخر وسعياً لاستجداء ضحكات الجمهور. بل في أن يصبح الفنان ذاته أداة لإهانة شعبه.

في وقت تسعى السعودية فيه إلى تقديم نفسها كعاصمة للفنون، حوّل أحمد حلمي المسرح إلى منصة لإهانة المصريين! هذه العبارة لم تكن مجرد سخرية، بل اعترافًا ضمنيًّا بأن المصري لم يعد قادراً على شراء تذكرة في الصفوف الأولى دون “دعوة خليجية”.

بوعي أو بدونه صدر الفنان صورة المصري كـ”فقير” ينتظر الصدقة حتى في مقعده بمسرحية. وهذا انهيار أخلاقي وفني يضرب بجذوره في عالمنا.

إقرأ أيضاً: جوجل تبدأ طرح تحديث جديد لنظام اندرويد 15 لعدد كبير من أجهزة بكسل

للتذكير, في الماضي كان المسرح المصري هو “المُعلم”. مسرحيات محمد صبحي وعادل إمام كانت يأتي لها الخليجيون بالطائرات. أما اليوم، فقد تغير الحال، وأصبح الفنانون يهرولون إلى الخليج ليقدموا عروضًا مُستهلكة.

الانبطاح: مرض الفن الجديد

ما حدث ليس حالةً فردية، بل هو وباءٍ يُسمى “فن الانبطاح”. البعض يتحولون إلى ببغاوات تردد ما يريد “الراعي” سماعه. ويبيعون هويتهم كي يُطلق عليهم لقب “الفنان الخليجي”، تملق أعمى لمن يدفع أكثر. متناسين أن العالم العربي نفسه كان ولا يزال يقدّر الفن المصري.

لا تساوم على كرامتك

عندما يتخلى الإنسان عن مبادئه لإرضاء الآخرين، فإنه يخسرهم قبل أن يخسر نفسه. فلا أحد يثق في شخص أظهر أنه مستعد لإهانة بلده من أجلهم, لأن ذلك يدل على أن خيانتهم مسألة وقت. والغريب في الأمر أن الشخص الذي تفعل ذلك من أجله هو أول من ينظر إليك بعين الريبة. سيتقبلك كأداة مؤقتة، لكنه لن يمنحك الاحترام أبداً.

المبالغة في الإطراء أو مجاملة الناس بما يريدون سماعه قد يبدو طريقًا سريعًا نحو كسب رضاهم. لكن الحقيقة هي أن المجاملة الزائدة تجعل كلماتك بلا قيمة. الشخص الذي تمتدحه بشكل يفوق الحد سيبدأ في رؤيتك كمنافق، ويصبح كل ما تقوله بلا ثمن.

في النهاية, إذا كان يقصد ما قاله لمجاملة السعودية، فذلك إهانة غير مبررة لكرامة المصريين. وإن لم يكن يقصد، فمن الواضح أنه يعاني من أزمة فقد حسه الكوميدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى