تحقيقات وملفات

« أنت تربية ست».. لقب يزعج الأبناء وتتحمل آثاره الأمهات 

« أنت تربية ست».. لقب يزعج الأبناء وتتحمل آثاره الأمهات

« أنت تربية ست»، مثطلح يُطلق على الشباب والفتيات ممن تربوا على أيد امهاتهم، سواء انفصلت هذه السيدات عن أزواجهن.

أو  ترملن بعد وفاتهم، لكنه يترك الكثير من الآثار السلبية في نفس ممن يُطلق عليه.

موقع« الرأي»، يستعرض تستعرض حكايات الشباب والفتيات معه، كما تستعرض الآثار المترتبة على هذا اللقب.

عاش طوال 26 عاماً لا يعرف اماً غيرها ولا أباً غيرها، بعدما توفي والده وهو في بطن أمه.

لتتولى هي تربيته ورعايته، حتى انتهاء مرحلته الجامعية، لكنه كثيراً ما يُطلق عليه لقب« انت تربية واحدة ست».

ولحبه الشديد لأمه التي أفنت عمرها لأجل تربيته وأشقائه، لكن أصدقاؤه يطلقون عليه هذا اللقب احياناً للتنمر أو اتهامه بضعف الشخصية.

هذا هو حال الشاب« عمر .ر.م»، الذي تخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة.

معاناة الشباب مع« أنت تربية ست»

يروي الشاب معاناته من ذاك اللقب قائلاً،« الناس بيفسروا حبي لأمي غلط، بيقولولي أنت ابن أمك ، علشان دايما بحكي عنها وبسمع كلامها».

و لكن المصطلح ده بيتقال للشباب والبنات اللي ربتهم سيدة، مع أن أمي وغيرها من الستات تحملن كثيراً، وهن بـ100 راجل».

يشير إلى  أن الست اللي تتولى تربية أولادها لأي سبب من الأسباب، هي ست عظيمة».

ويجب تكريمها من المجتمع، وليس التنمر على أولادها بهذا اللقب الصعب».

يضيف عمر،« شخصيتي مش ضعيفة لكن دايما بنسب نجاحي في حياتي لأمي، انا معرفش غيرها، أبويا مات وأمي حامل فيا 7 شهور».

يوضح عمر،« وكانت أم وأب واشتغلت وكافحت لحد ما ربتني أنا واخواتي وعلمتنا تعليم محترم، ولما حد يقولي أنت تربية واحدة ست برد وأقول طبعاً وبفتخر بده».

يستكمل،« أنا أمي اجمل واحدة ست وربتنا أحسن تربية، لكن المجتمع بيبقى قصده إهانة».

قصتها تبدو مختلفة قليلاً عن عمر، فزملائها واهل والدها يتهمونها أنها« تربية واحدة ست».

فعلى الرغم من أنها فتاة لم يتخط عمرها 22عاماً.

تقول، « أهل ابويا دايماً بيقولي انتي تربية واحدة ست، علشان مببقاش عاوزة أروح عندهم بعد أبويا ما طلق أمي ورمانا في الشارع».

تضيف، «وتولت هي الإنفاق علينا وتربيتنا لحد ما اتخرجنا من التعليم»، بهذه العبارات تروي« ميار. م.ج»، قصتها.

تقول ميار،« بحب اللقب أوووي وببقى فخورة، لكن الناس بتقوله على سبيل الإهانة».

«وكأن تربية الست مش مظبوطة، مرتبطة بالتسيب والإنفلات مع أن ده مش حقيقي».

ميار تروي تجربتها

تستكمل،« الست بتتحمل ضغوط كتيرة جداً ومسئولية عن الراجل لكن طوال الوقت بتكون متهمة».

«ولو أبنائها فيهم حد سلوكه غير سوي يبقى بسبب تربية الست، ودا مش صح».

الدكتورة فاتن قنصوة، استاذ علم النفس بكلية الآداب في كفر الشيخ أكدت، أن لهذا اللقب مخاطر نفسية ، على من يٌطلق عليهم.

أوضحت أن من اهم المخاطر هو إحساس الشاب أو الفتاة بالضعف في بعض الأحيان.

تقول « بيحسوا بالضعف، لما بيحسوا بالتنمر عليهم، والناس بتطلق اللقب ده مثلا، على شاب متعلق بأمه، او فتاة نفس القصة».

تستكمل،« لكن بيترك آثر سلبي في نفسيتهم، والحل انهم دايماً يواجهوا ده بأعمال كويسة تثبت ان تربية الست أحياناً تكون أفضل من الرجل».

تضيف استاذ علم النفس، أن السيدة هي من تتولى التربية حتى في وجود الأب في بعض الأوقات.

« في رجالة بيكونوا عبارة عن بنك بيصرف وخلاص، لكن ميعرفوش حاجة عن تربية أو سلوكيات أبنائهم».

تختتم،«على العكس في ستات بتتحمل المسئولية كلها، والأمر ده متعلق بأننا مجتمع ذكوري، بيرفض حق السيدة حتى في تربية أبنائها».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى