ساحة الرأي

إسرائيل تقصف اجتماعاً لحماس في قلب الدوحة.. هل سقطت وساطة قطر؟

بقلم: اللواء / أحمد زغلول مهران
أمين عام المركز الدولي لعلوم الأهرامات وأخلاقيات العلم

في تصعيد هو الأول من نوعه داخل دولة عربية حليفة للغرب، نفّذت إسرائيل غارة جوية صباح الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 على اجتماع مغلق لقيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

مصادر إسرائيلية رسمية أكدت أن العملية استهدفت القيادة العليا للحركة ، وأن الإدارة الأمريكية كانت على علم مُسبق فيما عرضت تل أبيب فيديو الضربة على رئيس الكنيست الذي صرّح بوضوح:

“رسالة للشرق الأوسط بأسره أمن إسرائيل لن يُدار من فنادق الدوحة”

صرح نتانياهو بان اعضاء حركة حماس حقراء ويستحقون الاستهداف لأنهم احتفلوا يوم ٧ أكتوبر بما يسمى انتصارهم

من كان الهدف؟ ومن نجا؟

الهدف الأساسي كان القيادي خليل الحيّة، أحد أبرز قادة حماس والمسؤول عن ملفات التفاوض وتهدئة النزاع.
ورغم شدة الانفجار، نجا الحيّة من القصف، لكن فقد نجله هيّم الحيّة، كما قُتل مدير مكتبه جهاد لباد.
الاجتماع المستهدف كان مخصصاً لمناقشة مقترح تهدئة شامل في غزة، برعاية قطرية ومصرية وبضوء أخضر أمريكي الضربة الإسرائيلية لم تدمّر فقط الموقع بل ضربت قلب العملية السياسية برمّتها.

رد قطري عاجل.. “انتهاك صارخ للسيادة”

وزارة الداخلية القطرية أصدرت بياناً حازماً اعتبرت فيه الغارة:
اعتداءً جباناً على السيادة القطرية واستهدافاً لدورنا الإنساني والوسيط.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية أن الدوحة لن تقف مكتوفة الأيدي، وسترفع القضية إلى الهيئات الدولية.

تضامن كويتي مباشر مع قطر

في خطوة لافتة، أجرى أمير الكويت اتصالاً هاتفياً مع أمير دولة قطر فور وقوع الحادث، عبّر فيه عن تضامن بلاده الكامل، وأكد دعم الكويت لحق قطر في حماية أمنها وسلامة أراضيها.

حماس ترد عبر سهيل الهندي.. “لن ننسى”

القيادي في حركة حماس د. سهيل الهندي صرّح بعد الهجوم بأن:
الضربة لن تُثني حماس عن سعيها لتحرير الأسرى والتمسك بالوساطة العادلة ولن نغفر لاستهداف رموزنا السياسية داخل دول ذات سيادة.
وأكد أن الحركة تُجري إعادة لوضعها الدبلوماسي والأمني للقيادة في الخارج.

ردود أفعال دولية وعربية.. غضب وتحذير

مصر

وزارة الخارجية المصرية عبّرت عن أسفها العميق، ووصفت الهجوم بأنه تصعيد خطير يهدد التهدئة ويفاقم التوترات في المنطقة.

السعودية والإمارات

في بيانين منفصلين، ادانتا انتهاك السيادة القطرية ، وأكدتا أن مثل هذه الأعمال تُقوّض الأمن الإقليمي وتعرقل المساعي السياسية.

الأمم المتحدة

الأمين العام أنطونيو غوتيريش دعا إلى تحقيق دولي مستقل، مؤكداً أن الغارة تمثل خراً خطيراً للقانون الدولي.

إيران وتركيا ولبنان
• إيران: “عدوان غادر على دولة ذات سيادة”.
• تركيا: “نطالب بجلسة طارئة في مجلس الأمن”.
• لبنان: “انتهاك علني يُهدد السلم الإقليمي”.

المملكه المتحدة

أدان رئيس الوزراء البريطانى الهجوم

لماذا استهدفت إسرائيل الوساطة؟

توقيت العملية لا يمكن فصله عن فشل إسرائيل في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية سريعة في غزة
وبينما كانت قطر ومصر تقودان مفاوضات دقيقة لتهدئة شاملة، اختارت تل أبيب أن تنسف الطاولة بدلاً من أن تتفاوض عليها.

إسرائيل تُرسل رسالة بأن لا خطوط حمراء جغرافية أو دبلوماسية أمامها، حتى وإن كانت تلك الخطوط تقع داخل عواصم دول حليفة للغرب.

توصيات سياسية عاجلة

  1. دعوة عاجلة لمجلس الأمن لبحث خرق سيادة دولة عربية ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
  2. فتح تحقيق دولي مستقل تحت إشراف الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.
  3. توفير حماية قانونية ودبلوماسية للوسطاء الإقليميين، خصوصاً قطر ومصر.
  4. تحرك عربي موحد عبر الجامعة العربية لمواجهة تكرار الانتهاكات الإسرائيلية.
  5. تعزيز الدور القطري–المصري في الوساطة ومنع عزل أي من الوسيطين.

هل انتهت الوساطة أم بدأت مرحلة أكثر صلابة؟

ضربة الدوحة لم تكن مجرد عمل عسكري، بل كانت بياناً سياسياً حاداً.
سؤال واحد يفرض نفسه الآن:
هل ستُغلق الأبواب في وجه الوساطة، أم أن ما حدث سيدفع العرب لموقف موحد وقوي يُعيد ضبط قواعد اللعبة؟
الإجابة قد تأتى من حجم الرد العربي والدولي خلال الأيام المقبلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى