ساحة الرأي

هل عملت بالجاسوسية من قبل دون أن تدري؟

هل عملت بالجاسوسية من قبل دون أن تدري؟

بقلم: محمد حراز

لم تعد الدول المعادية بحاجة إلى تجنيد جواسيس تدفع لهم بسخاء، كما كنا نرى في المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية القديمة، فقد بات يكفيها ما يكتبه أبناء الدول المستهدفة طواعية وبالمجان على صفحات “الفيسبوك.”

فهناك العديد والعديد من الصفحات التي تحمل أسماءً وهمية تغذيك بما تريد لك أن تقرأه حينا، وتحاورك فيما تريد محاورتك فيه حينا آخر.

وهناك صفحات تراقبك في صمت حين تريد أن تعلم مكنون نفسك وما يهمس به عقلك.

محمد حراز يكتب: هل كائنات فضائية Aliens هي التي بنت الأهرامات؟

قد تُنشر موضوعات يستعرض كاتبها انفراداته الجهنمية مدعياً أنه صاحب السبق فيها؛ بل وفي جميع مَا كَتب، وكأنه يوحى إليه!! .. فتقرأ لبعضهم كل ما من شأنه أن يُلفت الأنظار، فتراه يستعرض عضلاته بعناوين رنانة “المجهولة تقصف وكراً للإرهابيين في سرت” .. “المجهولة تطير بالقرب من سد النهضة” .. وآخر يكتب “وحوش البحرية في رحلة إلى حدود عسقلان” .. “البحرية تُبحر بالقرب من الحدود التركية وتجري مناورات الدُب الأحمر” ..

هل عملت بالجاسوسية من قبل دون أن تدري؟

وتقرأ لآخر قد سيطر عليه الوهم وتصور أنه رأفت الهجان أو ظن نفسه كلاوس فوخس فكتب “لأول مرة في التاريخ  الجيش المصري يحصل على أسلحة هجومية متطورة جداً” وتراه قد أسهب في الوصف الدقيق لتلك الأسلحة فذكر مداها وقوتها التدميرية، فتتعجب بألف علامة تعجب !!!!! كيف وصلت إليه تلك المواصفات؛ بل كيف حصل عليها، ثم تراه يرفق صورة ويكتب عليها أرشيفية!!

هنا يأتي دور الآخر فترى آلاف الليكات ومئات القلوب الحمراء وعشرات التعليقات أحسنت .. ما اعظمك .. إبداع .. والحقيقة أكثرها (Fake Account)لكي يستمر ويستمر فيعطي أكثر !!

محمد حراز يكتب: احذر أن تكون جاسوسا!!!

ولا يمكننى إزاء ذلك كله إلاَّ أن أقول لك وبارتياح “إنها خزعبلات يتم نشرها على صفحتك الشخصية” .. بل أستطيع هنا أن أقول لك “احترس فهناك صفحات تضع صورا لرجال ونساء بينما هى لأجهزة تعمل ضد بلادك .. صفحات مهمتها مراقبتك وتصوير كل ما تكتبه، فاحذر أن تجمعك بهم صداقة واحذر أن ينقل هؤلاء عنك أسرارا هم في أشد الحاجة إليها، فبينما تظن نفسك چيمس بوند، يتلقف هؤلاء ما تكتبه من أخبار، وبذلك تصبح جاسوسا متطوعا وتكون قد طعنت بلادك دون أن تدري ..فاحترس من كلمة تكتبها قد تمس الأمن القومى وأنت لا تدري..

HithamZahra

محرر صحفي بموقع الرأي الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى