عام

“تحويل عالمنا”.. نموذج عربي فريد نحو تحقيق التنمية المستدامة

“تحويل عالمنا”.. نموذج عربي فريد نحو تحقيق التنمية المستدامة

شاركت أمس الخميس في حفل إطلاق نموذج التعلم التفاعلي”تحويل عالمنا” ضمن تطبيقات المدونة العربية للتنمية المستدامة، والذي أقيم بجامعة الدول العربية بحضور ورعاية الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، بالإضافة لعدد من الشخصيات البارزة والخبراء والمختصين.

وتبادلنا خلال فعاليات هذا المنتدى الرؤى حول عدد من القضايا الملحة بالوطن العربي، من أهمها التنمية المستدامة، وهي أحد أهم القضايا التي كرست لها جهودي خلال السنوات الماضية ونظمت بشأنها العديد من ورش العمل والفعاليات كما أطلقت العديد من البرامج الهادفة لتحقيق غايات التنمية المستدامة.

في رأيي أن التنمية المستدامة هي في الأساس خطة عمل تساعدنا على تحقيق الاستدامة في أي نشاط يستخدم المورد. علاوة على ذلك، فإنه يتطلب أيضًا تكرارًا فوريًا ومتكررًا بين الأجيال، فمن خلال التنمية المستدامة نقوم بصياغة مبادئ تنظيمية تساعد على استدامة الموارد المحدودة الضرورية لتلبية احتياجات الأجيال القادمة.

والتنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحالي بطريقة لا تعرض للخطر تلبية احتياجات الأجيال القادمة وكذلك تنمية الأجيال القادمة. لكن في الوقت الحاضر العالم كله بعد التنمية دون التفكير في المستقبل، في الوقت الحاضر، يُقاس النمو الاقتصادي أو التنمية لبلد ما باستخدام التكنولوجيا ونظام إنتاج المصانع والتصنيع السريع ومن ثم تحقيق الرخاء.

 

وأود أن أفصح هنا عن إعجابي الشديد بالرؤى التي طرحها السيد/ ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند، والذي أكد على أن توسيع خيارات الناس هو من أهم المقاصد التي تنطوي عليها التنمية عموماً. واستنادا إلى هذا المقصد الإنساني الذي يشترط المعرفة تمكن أجفند عبر مسيرته منذ عام 1980، من بلورة رؤية متكاملة عن التنمية ومتطلباتها وآلياتها وتعامل مع التحديات بذات التناغم وبالتركز على الشرائح الضعيفة، وهم الفقراء، والمرأة، والشباب، والأطفال، واللاجئون، وذوي الإعاقة.

إقرأ في الرأي..

تناقش التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.. 7 أفلام قصيرة لطلبة اقتصاد وعلوم سياسية

كما أعلن القحطاني أن فروع بنوك أجفند للشمول المالي تجاوزت مائة فرع، تقدم خدماتها ومنتجاتها المتنوعة لأكثر من 6 ملايين مستفيد في تسع دول، وقد ناهز حجم القروض المصروفة المليار دولار. وتقدم هذه البنوك نماذج نجاح مذهلة تساهم في تحقيق وتسريع أجندة التنمية المستدامة.

منها على سبيل المثال تمويل ودعم صغار المزارعين في السودان: من خلال تخصيص نحو 8.2 مليون دولار لتمويل المنتجات الزراعية كالصمغ العربي وغيره، التحويلات المالية، حيث تم تحويل ما يقارب 600 مليون دولار في العام 2021 في اليمن على حوالي 3.6 مليون مستفيد من خلال نظام “بيس” الإلكتروني في اليمن، بالإضافة لتمويل ودعم الحضانات ورياض الأطفال، حيث تم تمويل حوالي 900 حضانة وروضة في السودان، استقطبت 28 ألف طفل ووظفت 2,200 امرأة عاملة فيها.

ختامًا أعتقد أننا بحاجة إلى مسار يجلب الرخاء للجميع، ويساهم في إنعاش الاقتصادات، ويبني المرونة والاستدامة والفرص والسلام على المدى الطويل، والعمل على تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي بطرق لا تستنفد الموارد الطبيعية المحدودة للأرض. وبالتالي، يجب علينا جميعًا تطوير طرق لتلبية هذه الاحتياجات حتى تتمكن أجيالنا القادمة من أن ترث كوكبًا أكثر صحة واخضرارًا.

أ.د/ راندا رزق
أستاذ الإعلام التربوي بجامعة القاهرة
عضو المجلس الرئاسي لتنمية المجتمع

HithamZahra

محرر صحفي بموقع الرأي الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى