وأحسن منك لم تر قط عيني.. وأجمل منك لم تلد النساء .. أيام قليلة قادمة ويحتفل العالم الاسلامي بأسره بذكرى مولد خاتم الأنبياء والرسل، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك اليوم الذي أشرق بنور الصادق الأمين، لتتبدد معه كل المخاوف والذنوب، وتذوب ظلمات المعاصي في جنة الطاعات والأعمال الحسنة.
مفيش مولد من غير حلاوة!!
مظاهر الاحتفال بالنبي الكريم بدأت تفوح في شوارع المحروسة، الجميع يستعد لاستقبال الحدث الأهم والأبرز في تاريخ البشرية كلها، المصريون جميعهم في شغف للاحتفال بالذكرى العطرة، التي تواكب يوم الاثنين الموافق 18 أكتوبر 2021م، وكما هو معتاد للشعب المصري اصطفوا جميعا أمام محال بيع حلاوة المولد للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وسط الأهل والأحباب.
منذ 1000 سنة!!
في هذا التقرير يحاول موقع “الرأي” البحث والتنقيب حول تاريخ حلاوة المولد النبوي، كيف بدأت، ومتى بدأت، ومن هو صاحب براءة هذا الاختراع، الذي أجمع عليه الشعب المصري، والعديد من الدول العربية منذ أكثر من 1000 عام.
الموكب والحلوى..
أشهر الروايات تشير الى أن الفاطميون هم أصحاب المقام الرفيع في هذه المظاهر المبهجة، وذلك خلال القرن الرابع الهجري، مع دخول الفاطميين للأراضي المصرية ، وتقول الروايات والحواديت المتوارثة، أن الفكرة بدأت عند مرور موكب الخليفة الفاطمي بشوارع المحروسة، الذي أخذ بتوزيع الحلوى على الفقراء والجنود، وصادف ذلك ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
زوجة الحاكم بأمر الله تلهم المصريين!!
رواية أخرى أكثر تشويقا تشير للحاكم بأمر الله الذي تعود التجول بشوارع القاهرة بصحبة زوجته في موكب كبير، خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي، حيث كانت زوجته معتادة على ارتداء الفستان الأبيض الناصع، وهو ما ذهب بتجار الحلوى الى اختراع شكل عروسة المولد الحالي، بجانب الفارس القوي الذي يمتطي جواده، لتتوارث الأجيال جيلا بعد جيل هذا الشكل الحالي، والموجود حتى يومنا هذا، رغم مرور سنوات كثيرة جدا.
التطوير.. مصري خالص!!
تمر الأيام وتذهب السنوات، ويتغير التاريخ وينشأ الفلكلور المصري، الذي تأصل داخل الوجدان حتى أصبح جزءا من الهوية المصرية الطامعة دائما للتجديد والابتكار، حتى ظهرت علينا أشكال جديدة ومتنوعة من الحلوي، يأتي في مقدمتها الحمصية، والسمسمية، والفولية، التي طرأ عليهم التطوير أيضا، لنجد حلوى البندق، والمكسرات، والفستق لتستحوذ على قلوب وأنظار المصريين، رغم ارتفاع أسعارها عاما بعد عام.
دار الافتاء توضح ..
من جهتها، أكدت دار الافتاء المصرية بجواز الاحتفال بذكرى مولد الرسول، معللة بذلك بأن النبي الكريم قد صام يوم مولده احتفالا منه بتلك المناسبة العطرة، وتابعت دار الافتاء: “أن الاحتفال برسول الله، هو من قبيل حب المصريين له، فكيف نحب انسان ولا نحتفل بيوم ولادته؟ وهو ليس بمولد عادي، بل مولد خير الخلق وحبيب الرحمن وشفيع الأمة”.
