اخبارتحقيقات وملفاتحوادث

لماذا إختار الجيش يوم 10 رمضان لتحرير سيناء؟.. أخصائية التغذية تجيب!

أيام قليلة تفصلنا عن أهم الأحداث العظيمة في تاريخ مصر الممتد, ساعات وتطل علينا الذكرى ال 48 لعبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس في طريقها لتحرير أرض سيناء الغالية, التي تم احتلالها من قبل العدو الاسرائيلي, الا أن تمكن أبطال الجيش المصري من رفع علم مصر على أرض الفيروز, في حرب أكتوبر 1973, العاشر من رمضان, لكن هل تساءلت يوما.. لماذا اختار قادة الجيش يوم 10 رمضان تحديدا لبدء المعركة؟!

لم يكن صدفة ..

في هذا التقرير يحاول موقع “الرأي” ايجاد السبب الطبي وراء اختيار يوم 10 رمضان موعدا لهجوم قواتنا المسلحة على العدو الاسرائيلي وتحريرد سيناء، وهل كانت هناك مخاطرة في بدء الحرب خلال أيام شهر رمضان المبارك؟ تجيب علينا الدكتورة هدير حسانين أخصائية التغذية قائلة: “اعتقد أن اختيار شهر رمضان موعدا لانطلاق قواتنا المسلحة نحو سيناء، وبخاصة يوم 10، لم يكن من قبيل المصادفة أبدا، لكن مؤكد أنه تم أخذ رأي الأطباء، والمتخصصون، في امكانية الهجوم، وجنودنا صائمون”.

لماذا لم نحارب أول أيام شهر رمضان؟

تابعت أخصائية التغذية: “أول أيام الصوم في شهر رمضان تبدأ أجسامنا بالاستعانة بالجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة، حتى ينفذ فيبدأ الجسم في التوجه للدهون، كي تكون مصدرا ثانيا للطاقة المفقودة، وهو ما يحدث حالة من انخفاض مستويات السكر في الدم، ينتج عنه ضعف عام وشامل، وحالة من الخمول تصيب الانسان”.

من 7 الى 10 !

تكمل د. هدير حسانين حديثها بأن الفترة من يوم 3 الى 7 رمضان يبدأ الجسم خلالها في التعود على حالة الصيام، وتبدأ الدهون في التحول شيئا فشيئا الى مادة السكر، وتستطرد: “هنا فقط نتأكد بأن اختيار قادة القوات المسلحة ليوم 10 رمضان لم يكن عشوائيا، والدليل أنه بعد اليوم ال 7 يصبح الانسان الصائم في حالة مزاجية أفضل، كما نلاحظ أداء أقوى للعضلات، فيما تتضاءل فرص وجود السموم في الجسم، مما يولد طاقة كبيرة جدا”.

ماذا يحدث داخل جسمك وأنت صائم؟

تابعت أخصائية التغذية بسرد أهمية الصيام للجسم ومنها تجديد النشاط الجسدي والعقلي، كما يلاحظ ارتفاع الأداء لجهاز المناعة، من خلال التحضير للخلايا الجديدة، وامداد الجسم بكرات الدم البيضاء والحمراء، والتخلص من الخلايا الميتة، أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم، كما تقل فرص الاصابة بالتهابات، نتيجة التعرض للجروح.

نفسيا.. ماذا فعل الصيام في جنودنا؟

على الجانب النفسي، قالت د. هدير أن الصيام له مفعول السحر في تنمية القدرات العقلية والذهنية، ويزيد الانسان قدرة على تحمل المشاق والمتاعب، مع ملاحظة أن الصيام يعطي للمخ الهدوء والاستقرار، وبخاصة في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية، وهو ما يحتاجه الجندي المقاتل داخل الميدان، من ضبط النفس وسرعة رد الفعل والتوازن النفسي.
نموت واحنا صايمين!

في تصريحات خاصة لموقع “الرأي” أكد الرائد متقاعد مجدي عبد السلام، أحد أبطال مصر في حرب أكتوبر المجيدة، أكد رفض أفراد القوات المسلحة الافطار استعدادا لخوض غمار الحرب، وتابع قائلا: “سمعت الكثير من الجنود يتحدثون بفرحة عارمة عن فرص استشهادهم، وهم صائمون” وأشار عبد السلام الى أن المفاجأة في تحديد يوم العبور العظيم، كان في اعتقاد العدو بأن المصريين لن يقوموا ببدء أي مواجهات عسكرية وهم صائمون، لأنه من وجهة نظرهم، هو المستحيل بعينه.

طريق واحد.. مصير مشترك

مشهد أخر يتذكره الرائد مجدي ولا يستطيع نسيانه، وهو الترابط الشديد، والاندماج الخالص، بين نسيج الوطن، فلا تستطيع التفرقة بين الجندي المسلم وأخيه المسيحي، الجميع في حالة انسجام تام وترابط رهيب، الكل يأكل في نفس الوقت، والجميع على قلب رجل واحد، لا يعنيهم من الدنيا الا تحرير الأرض المصرية.

أكتوبر
أكتوبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى