محمد حراز يكتب الأشاير والبشاير ..الفصل الرابع

بعد الإنتهاء من دفن الشيخ سعدالله بجوار غرفته التي قُتل فيها، جاء حمدون بالعمال وشيدوا ضريحاً حول القبر لِيُصبح مزاراً للمحبين والتابعين، والعوَام، فلما رآه أحمد القللي اقترب منه وهو يحمل قلته ثم

قال: خلي بالك ياحمدون اللي غايب ماهش راجع واللي قاعد ماهش عاجب؛ مداااد ،حيٌَ .. مداااد، حيٌَ

حمدون: امشي .. مشش في ركبك مجنون زي أهلك.
أحمد القللي: قبل ما امشي، لك معايا رسالة يا حمدون..

حمدون: والله عال .. مافضلش غيرك ياقللي، ما علينا، هات اللي عندك يا …..قللي

أحمد القللي: الشيخ سعد الله، جالي في المنام وقاللي روح سلم على الراس الكبيرة، وقول له الخليفة زعلان منك…..؛ مداااد ..حيٌَ، ثم رفع القلة لأعلى وألقى بها فكسرها تحت قدمي حمدون، وانصرف مردداً؛ مداااد .. حيَّ، فاستوقفه حمدون وطلب منه أن ينتظر: استنى ياقللي…

فالتفت إليه الشيخ أحمد وقال بصوت رصين: رسالة ووصلتهالك، لا طريقك من طريقي، ولا كلامك من كلامي..

حمدون: عرفت منين ان الرسالة تخصني؟!
أحمد القللي: سألته مين الراس الكبيرة؛ قال اللي قاعد ماهش عاجبك ياقللي..
حمدون: انت مين؟!

القللي: غريب من بلاد الله..

حمدون: وإيه اللي رماه علينا؟!
القللي: دي حكاية شرحها يطول..

حمدون: سرك في بير ياقللي

القللي: تار .. وهربان من الحكومة، وأهل القتيل بيَّدوروا عليه، ولما الحياه ضاقت بيِه، والدنيا حطت عليه، هرب على هنا، واهو عايش بينكم في مُلكهُ، لا شفتوا منه إساءة، ولا أذى حد منكم..

حمدون: أنا من يوم ما شفتك، وانا شاكك فيك، وكنت متأكد ان وراك حكاية وحدوتة كبيرة؛ لكن ما علينا طالما الموضوع كده، وطلعت راجل، لك عندي شغلانه كويسة.

أحمد القللي: ما دُمت عرفت سري وكشفتلك نفسي، يبقى ماليش عيش هنا، أرض الله واسعة..

حمدون: بالعكس قعادك معايا فيه مصلحة لك وليا…
احمد القللي: مصلحة لك دا أكيد، خصوصا بعد ماعرفت حكايتي، لكن إيه مصلحتي معاك، وانا رقبتي بقت في إيديك؟!

حمدون: من الآخر، مفيش حد ها يقدر يقربلك طول مانت معايا..

أحمد القللي: وانت إيه مصلحتك في وجودي، غير انك ها تستعبدني، وعندك بدل الراجل عشرة؟!

حمدون: مفيش واحد منهم ينفع في الشغلانة اللي عايزك فيها..

القللي: هاتشغلني في الحلقة ولا مع صديق على المراكب؟!

حمدون: لا ها تشتغل في الحلقة، ولا ها تشتغل مع صديق ..

القللي: أُمال عايزني في إيه؟!

حمدون: خليفة .. عايزك تبقى الخليفة، هاتركب الفرس، ما عليك إلاَّ تتطوح الناحية دي شوية والناحية دي شوية..
القللي: خليفة مرة واحدة؟!

حمدون: أيوة خليفة .. وكل ما اطلب منك تجهز نفسك لمسيرة، تجهز نفسك..

القللي: تطلب مني .. ازاي، مش المسيرة بتطلع في ليلة المواسم الكبيرة؟!

حمدون: انت متسألش، ما عليك إلاَّ تنفذ وبس
القللي: يعني الشيخ سعدالله ……..؟!

حمدون: لا … لكن لما احتاجته يطلع مسيرة و رفض ……..

أحمد القللي يضع أصابع يده اليمنى على رقبته ثم قال: يعني لو رفضت أخرج في المسيرة………

يقاطعهُ حمدون: وازيح أي حد يقف في طريقي….
القللي: وهاتقنع الناس والشيخ صميدة بالخليفة الجديد ازاي؟!

حمدون: متشيلش انت هم، المهم حضر نفسك هانخرج بالزفة بعد بكره ليلة الخميس بعد صلاة العشا.

أحمد القللي: ليلة النصف من شعبان باقي عليها خمس تيام (أيام) نصبر ونطلع ليلة الاتنين..

حمدون: جهز نفسك ياقللي ليلة الخميس…..

منزل نرجس
أم نرجس: نرجس .. يانرجس، ردي عليا يابنتي مش قادرة
نرجس: أيوَّة يامه ..

ام نرجس: اعمليلي كوباية ينسون، أحسن مش قادرة آخد نفسي
نرجس: حاضر يامه..

نرجس وهي تقوم بعمل كوباية الينسون تدندن: طالعة السلالم يا ماشا الله عليها، ست العرايس والشموع حواليها”

نرجس تعطي أمها كوباية الينسون: خُدي يامه، اشربيها تدفى صدرك، وانا رايحة لعزيزة الخياطة مش هاعوَّق و راجعة علطول..

أم نرجس: طيب يابنتي، متعوقيش وترجعي قبل الدنيا ما تليَّل
نرجس: حاضر يامه.

نرجس وهي خارجة من المنزل، تلمح حمدون جالس على باب الحلقة في الجهة المقابلة للمنزل: مساء الخير ياريس

حمدون: مساء النور على نوارة حتتنا، على فين ياست البنات .. لو رايحة مشوار، الواد توحتح يروح طيارة، احنا داخلين على ليل

نرجس: تسلم ياريس، رايحة للست عزيزة الخياطة جنبنا هنا، ومش ها عوْق وراجعة

حمدون: ولاا يا توحتح ..
توحتح: نعمين ياسيد الناس

حمدون: وصل ست البنات لحد باب الست عزيزة، وتستنى تحت، لما تنزل ترجع معاها وتوصلها لحد باب البيت

توحتح: أوامرك ياسيد الناس
نرجس: تسلم ياريس، خليك ياتوحتح أنا مش هاعوَّق و راجعة علطول .. بالإذن ياريس
حمدون: مع السلامة ياست البنات..

تبتسم نرجس و تهمس بركاتك يام توحتح

حمدون: ولا يا توحتح
توحتح: نعمين ياسيد الناس

حمدون: نرجس كبرت وادورت وبقت عروسه ماشاء الله؟!

توحتح: الصغير بيكبر ياسيد الناس

حمدون: طب خُد شوية السمك اللي في الغلق دول، وطلعهم لام نرجس، وقولها مراكب الريس حمدون لسه راجعة من البحر، شهل يابن الفقرية قبل نرجس ماترجع …

توحتح: عنيا ياسيد الناس

قهوة معاطي

المعلم عباس سردينة: عرفت يامعلم عبده مين الخليفة اللي هايخرج في الزفة بعد بكره؟!
المعلم عبده: أيوة يامعلم .. الصراحة والحق لله، الشيخ أحمد القللي راجل مبروك وسره باتع، وله كرامات، شفناها بعنينا.

المعلم عباس: مدااد ياسيدي مدااااد؛ ان شاء الله ام زينب هاتجهز العاشورة بالمكسرات، وتبل الشربات، دي ليلة النص من شعبان ليلة مباركة..

المعلم عبده: عوايدك يابو زينب، ربنا يخلف عليك بكل الخير

المعلم عباس: وانت يامعلم عبده، مش هاتجيب منشد يِحْيِ الليلة

المعلم عبده القهوجي: من صباحة ربنا هاخلي العرِسة بتاع الفراشة يسافر سيدي ابراهيم يُربط على المنشد، مدد ياسيدي ابراهيم..

مركز البوليس
المأمور: عايزين نقبض على المجرم وهو متلبس يارشدي افندي……