فن ومنوعات

تعرف على صاحبة الجملة الشهيرة :رجب حوش صاحبك عني

إسراء البواردي

قبل اعتزالها الفن نهائيًا قالت: «لم أندم على أني احترفت الرقص في بداية حياتي ولكني أعتبر اللحظة التي ابتعدت فيها عن الرقص ميلادي الحقيقي في هذه الدنيا الفانية، فأنا لا أندم ولا أتنكر من أنني كنت راقصة؛ بل على العكس يشرفني أنني بدأت راقصة بعدما أغلقت في وجهي كل الأبواب، وليس غريبًا أن أقول هذا، ولكني رقصت رغم أنفي، بحثًا عن لقمة العيش ومن حق الجميع أن يعرفوا مدى الشقاء والمعاناة التي كنا نعيشها كفنانين في تلك الفترة الأليمة لنصبح فيما بعد أسماء لامعة يحسدنا البعض على الشهرة ويتصورون أن نجاحنا جاء على طبق من فضة».

الحياة والفن

ولدت الراقصة نعمت مختار اسمها الحقيقي نعيمة عبده محمد، في 16 نوفمبر عام 1932 بالإسكندرية، ونتيجة للخلافات الأسرية هربت بها إلى المنصورة في البداية وثم إتجهت إلي بورسعيد بعيدًا عن عائلة زوجها؛ لتعيش في بيت السيدة نبوية سليم أشهر “عالمة” في بورسعيد، والتي كانت تمتلك فرقة في هذا الوقت لإحياء حفلات البهوات والباشوات وأعيان البلد، وحينما عادت الأم إلى القاهرة تركت ابنتها في رعاية الست نبوية، ما دفع البعض للإعتقاد بأنها ابنتها، خاصة وأنها كانت ترافقها دائمًا من وإلى المدرسة، وفي المدرسة اكتشفت الست الناظرة أن نعمت “لهلوبة” في الرقص، فكانت تُحضرها لغرفتها وتشجعها على الرقص، وبهذا نجحت نعمت مختار في جميع موادها الدراسية وحصلت على الدرجات النهائية دون أن تحضر أيًا من الحصص المدرسية.

وفي عام 1951 وبعدها، عادت نعمت لوالدتها في القاهرة، وتحديدًا بشارع “محمد علي”، وتعرفت هناك على ريجسير يُدعى “قاسم وجدي”، والذي أُعجب بها جدًا، وعرضها على المخرج حسين فوزي، الذي كان يعمل وقتها على فيلم “فتاة السيرك” لنعيمة عاكف، وشاركت نعمت في الفيلم بعدما خضعت، لاختبار كاميرا ونجحت فيه بتفوق.

خطوات سريعة خطتها نعمت مختار في عالم الرقص جعلها واحدة من راقصات الصفوة ولكي تعرف مدى تميزها وموهبتها في الرقص، حتى أن السيدة أم كلثوم كانت تدعوها بـ”سيمفونية الرقص الشرقي”، كما كان الفنان فريد الأطرش يصطحبها معه في جميع حفلاته.

وكان لها أدوارًا لا تُنسى، مثل دور “زنوبة” في “بين القصرين”، واستمرت في التنقل من دور لآخر، تعامل فيهم المخرجين مع أنوثتها المتفجرة بشكل سطحي أو تقليدي، إلى أن جاء المخرج حسين كمال ومنحها دور “سنية” في فيلم “ثرثرة فوق النيل”، وهو الدور الذي قالت فيه جملتها الشهيرة: «رجب حوش صاحبك عني».

وبعدها بعامين عرض عليها صلاح أبو سيف دور في فيلم “حمام الملاطيلى”، والذي كان بمثابة أبرز وأهم فيلم “المرأة التي غلبت الشيطان”، قصة وسيناريو وحوار توفيق الحكيم ويحيى العلمي وحصلت فيها على دور البطولة.

وكانت نعمت المختار تمتلك صوتًا مميزًا لم يلتفت له إلا الموسيقار الرائع بليغ حمدي، وقتها حضر لحن يناسب صوتها، وطلب من الشاعر عبد السلام أمين أن يكتب لها كلامًا مفعما بـ”الدلال”، وبعد محاولات عدة للاختيار بين أكثر من أغنية وقع اختيار بليغ على أغنية “من عينيا”، والتي حققت نجاح باهر، ولم يكن لها تجارب أخرى في الغناء إلا استعراض راقص قدمته في فيلم “المشاغب” التي شاركت فريد شوقي بطولته عام 1965، الأغنية اسمها “حب ودوب” للشاعر فتحي قورة ولحن محمود الشريف.

واعتزلت الفن عام 1974، وظلت بعيدة تمامًا عن الأضواء إلى أن فارقت الحياة يوم 9 نوفمبر 1989، عن عمر يناهز الـ”57″ عامًا.

 

تزوجت نعمت 3 مرات

  1. من المخرج نيازي مصطفى الذي أحبها كثيرًا، وكان يبكي كالطفل خوفًا على فراقها، ورغم ذلك انتهت الزيجة بعد شهر واحد فقط، بسبب فارق العمر الكبير بينهما، وكان يقول لها: «أنا خايف يا نعمت تضيعي مني».

  2. من الفنان محمود المليجي والتي لم تستمر كثيرًا أيضًا؛ بسبب تدخل زوجته “علوية جميل”، وإجبارها المليجي على تطليقها.

  3. تزوجت بعده من لواء شرطة أحبها كممثلة وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد، الذي تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

 

أعمالها

«القضبان، حمام الملاطيلي، المرأة التي غلبت الشيطان، ثرثرة فوق النيل، ناعسة، صراع مع الموت، المطاردة، ابن الشيطان، عدوية، الراجل ده حيجنني، فارس بني حمدان، الحياة حلوة، الزوج العازب، المشاغب، خيال المآتة، زقاق المدق، بين القصرين، الفرسان الثلاثة، أنا الهارب، كلهم أولادي، مذكرات تلميذة، رسالة الى الله، سامحني، مال ونساء، رجال فى العاصفة، الفانوس السحري، حب ودلع، حسن ونعيمة، الله أكبر، سلم ع الحبايب، مجرم فى إجازة، إمسك حرامى، أبو عيون جريئة، خالد بن الوليد، لن أبكى أبداً، ابن حميدو، كفاية يا عين، صحيفة السوابق، دموع في الليل، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، أسعد الأيام، الآنسة حنفي، خطف مراتي، قرية العشاق، الفارس الأسود، حدث ذات ليلة، حميدو، فتاة السيرك، المغفلين الثلاثة، شيك بدون رصيد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى