تحقيق : محمد علي
حبى الله تعالى محافظة المنيا- عروس الصعيد- بالعديد من الكنوز الآثارية الهامة الشاهدة على مختلف العصور، ولذلك فهي تعد متحف آثري مفتوح لكل الزوار من جميع أنجاء العالم.
لكن مؤخرًا تعاني بعض الآثار في المحافظة من الإهمال الشديد في أمرها، مايجعلها عرضة للإنهيار والإنقراض.
مسجد علي باشا شعراوي بمدينة المنيا
ويسلط موقع ” الرأي ” الضوء على أحد هذه الآثار التاريخية العريقة وكيف أنه مهدد بالإنقراض التام جراء الإهمال وعدم الصيانة.
وتعد الآثار الإسلامية ذات طابع مميز وفريد بين آثار مصر والعالم ، حيث تتميز بالدقة في التصميم وروعة الزخارف الخاصة بها.
وللمفارقة العجيبة، نُلقي هنا الضوء على أحد مساجد المنيا الأثرية (مسجد علي باشا شعراوي) زوج هدى شعراوي، وأحد المساجد الأثرية، المقام على الجانب الغربي، لطريق الصعيد الصحراوي الغربي بمدينة المنيا، والذي يعد من أهم مساجد محافظة المنيا والفريد في معماريته وقد تحول إلى موقف ميكروباص.
مسجد علي باشا شعراوي بمدينة المنيا
يقع مسجد (مسجد علي باشا شعراوي) بحي غرب مدينة المنيا على طريق مصر أسيوط الزراعي، أنشأه علي باشا شعراوي الذى ولد عام 1849، وقد أصبح علي باشا عضوًا في مجلس النواب الذي أطلق عليه برلمان عرابي سنة 1881، وكانت زوجته الثانية ابنة خالة محمد سلطان باشا و التي حملت اسمه وعرفت باسم هدى شعراوي المناضلة المصرية المعروفة .
ويعد علي باشا شعراوي من أعيان محافظة المنيا، وكان القائم مقام الخديوي في صعيد مصر بأكمله، وأحد مؤسسى حزب الوفد، عند نفي سعد باشا زغلول خارج البلاد تولى علي باشا مسئولية الحراك الثوري في مصر ثم في سائر الأقاليم عام 1919 وبدأت الثورة في المنيا بلد علي شعراوي، وفي 1922 توفي علي شعراوي ودفن بضريحه الملحق بالمسجد .
بني المسجد على النمط العثماني، وأهم ما يميز وجهاته التي نفذت بها زخارف متنوعة نباتية وكتابية دقيقة غاية في الروعة أكسبته طابعاً أثريا مميزاً، واكتسبت وجهات المسجد ثوبا من العصر المملوكي رغم أن تاريخ إنشاء المسجد يرجع إلى الربع الأول من القرن العشرين.
وقد زخرف المسجد ببوية الزيت و الأرضية مغطاة بالرخام الأبيض وللمسجد أربع وجهات تقع الواجهة الرئيسية في الجهة الشمالية وله أيضا ثلاثة مداخل محورية .
والمسجد من الداخل عبارة عن دور قاعة مستطيلة هذا الدور قاعة يحيط بها أربعة أروقة، هذا الدور قاعة يغطيها شخشيخة من ثلاث قباب مثمنة الأضلاع مخروطية الشكل ويتضمن المسجد من الداخل خمسة أروقه موازية لجدار القبلة ، بالإضافة إلى الضريح الذي يوجد خارج جدار القبلة ملاصقا له مباشرة وهو من الداخل على شكل مسدسي تعلوه القبة ويتميز بالعمارة العثمانية، الأرضية من الرخام ومئذنته جميلة مصممة على طراز غاية في الجمال.
هذا المسجد تم تسجيلة في عداد الآثار الإسلامية برقم ١٤٠٥بتاريخ ٧/٨/٢٠٠٢م.
هذا الجمال الأثري العثماني تطوقه مواقف السيارات الميكروباص والتي تقف في حرم المسجد من الناحية الشرقية وهذه كارثة في حد ذاتها حيث يؤدي إلى العديد من الأضرار الخطيرة على الأثر: تراكم الأتربة وعوادم السيارات على واجهات المسجد حيث تحتاج إلى ترميم دقيق لإزالتة، إلى جانب غسيل السيارات بجوار المسجد وانتشار الباعة الجائلين علاوة على أنّ سائقي الميكروباص يتخذونه استراحة لهم.
وكشفت تقارير لجنة المنشات الآيلة للسقوط ومنطقة الآثار الإسلامية بمحافظة المنيا، حاجة هذا المسجد الأثري للترميم، فقررت غلقه خوفًا على أرواح المصليين، وتبرع أحد المواطنين لترميمه تحت إشراف لجنة هندسية؛ لكن لم يتم فيه أي شئ على الاطلاق وبقى الوضع كما هو دون جديد.
مسجد علي باشا شعراوي بمدينة المنيا
قال محمد مسعود، أحد المصليين، إن المسجد تم إغلاقة في يناير الماضي لعام 2020م، بقرار من لجنة المنشات الآيلة للسقوط ومنطقة الآثار الإسلامية بالمحافظة، وجزء من مسجد اللمطي « مصلي النساء » حفاظًا على أرواح المصليين من الخطر، وتقدم أحد المتبرعين بطلب لإعادة ترميمه على نفقة الخاصة ولم يتم النظر في طلبه حتى الآن.
من جانبه، قال نصر نعنوس، مدير عام الآثار الإسلامية بمحافظة المنيا، إنه تم غلق مسجد محمد علي باشا شعراوي بمدينة المنيا، في يناير الماضي لعام 2020م، لحاجة للترميم وخوفًا على أرواح المصلين، وقد قام أحد المواطنين بالتبرع بأعمال الترميم والصيانة لمسجد محمد علي باشا شعراوي بمدينة المنيا، حيث ننتظر الموافقة لكون المسجد أثري يحتاج إلى لجنة فنية.
وكالعادة يصرخ القائمون على المسجد بحمايته والحفاظ عليه من أهالي مدينة المنيا لكن يسد الجميع أذنيه، مؤكدين على أنهم قاموا بتقديم مذكرات كثيرة إلى منطقة شمال آثار المنيا لتوضيح السلبيات الخطيرة على المسجد، وأن هذا المسجد قد تعرض للعديد من التصدعات والشروخ، والشجار المستمر مع السائقين للابتعاد عن المسجد، ورفع الجميع يده عن المسجد ليلحق بركب باقي الآثار المهملة والقريبة من الإندثار مع مرور الوقت، في الوقت الذي يصنع من ليس له حضارة تاريخ ندمر نحن التاريخ .
وأوضح القائمون على المسجد بحمايته والحفاظ عليه من مدينة المنيا لموقع ” الرأي “، بأن المسجد الآثري معرض للانهيار ومغلق بسبب التشرخات والتصدعات، جراء قيام البعض الآن بالحفر بالمعدات الثقيله بجواره المسجد دون أي نوع من الرحمة.
ووجه القائمون على المسجد بحمايته والحفاظ عليه من مدينة المنيا، استغاثة لكل ٍ من : اللواء محافظ المنيا والدكتور وزير الآثار السياحة بسرعة إنقاذ مسجد ( علي باشا شعراوي )، من الإنهيار والدمار، حيث أن المسجد بجواره معدات ثقيلة تقوم بالحفر والمسجد، مغلق بتعليمات من وزارة الآثار للترميم منذ سنوات عدة ولم يتم حياله أي شئ والصور تتحدث عن نفسها، وهذا قد يؤدي لانهيار الأثر، وسرعة إتخاذ الإجراءات القانونية لحمايته من الإندثار.
