ساحة الرأي

محمد حراز يكتب: زمن التملق.. آخر زمن

محمد حراز يكتب: زمن التملق.. آخر زمن

في زمن التملق تتوارى الأقلام العملاقة لتظهر أقلام الأقزام، فالعمالقة يخجلهم مزاحمة المتملقين، فيمتنعون عن الكتابة، ويصمت مع امتناعهم صوت الحق، فلا تُعرض مشكلات الناس ولا تُسمع أنَّات أوجاعهم.

زمن التملق.. آخر زمن

ذلك لأن جيناتهم الأخلاقية والوطنية تحتم عليهم غرس الطمأنينة في قلوب الناس، وزرع الأمل بينهم، لأن الناس في حاجة دائمة للشعور بالاطمئنان، في حاجة أبدية للشعور بالهدوء والسكينة والاستقرار، ولأنهم لا يستشعرون تلك المعاني في زمن التملق فإنهم يمتنعون .

في زمن التملق يختفي الصدق إذن وتتوارى الشجاعة لتختفي معهما الحقيقة وتبتعد الأخلاق وتعز البطولة لتنتشر الشائعات ويظهر الأقزام في أدوار سوبرمان فترتجف المعاني النبيلة وتختفي الكلمات القوية ليظهر الابتذال وترتقي الثرثرة كأنها قصص طاهر أبو فاشا، ويتصور المبتذلون أنفسهم طه حسين أو توفيق الحكيم بل قد يُخَيل إلي البعض أنه عباس العقاد.

زمن التملق.. آخر زمن

في زمن التملق تظهر على السطح كلمات من أحط الكلمات ومعانٍ من أقذر المعاني، وتظهر شجاعات مزيفة وبطولات خرقاء، فتسيطر الأنا وتقتل معها كل روح للتعاون ومعنى للتضامن والتكاتف، فتتراجع معانى الأمل الممكن ونحلم بمصباح علاء الدين؛  لعل المارد الذى ظل حبيسا له يخلصنا من هذا الزيف .

في زمن التملق أصبحت الثرثرة وجهة نظر بل صارت تجابه وتصارع وتنافس وبكل جرأة كلمات العمالقة متخطية كل الحدود، ظنًّا منها إنها باتت حقا في مراتب العمالقة.

إقرأ لـ محمد حراز..

محمد حراز يكتب: أرجوك لا تنزع القناع

لكن زمانهم لن يدوم، ولا يصح أن يدوم، وسوف تعود الأقلام العملاقة شامخة، وستعلو سطح الحقيقة كلماتها مضيئة غير متوارية حتى وإن صُدمت، ولسوف تصمت أقلام المبتذلين التي لا تعرف سوى الثرثرة و توافه الكلام.

HithamZahra

محرر صحفي بموقع الرأي الاخباري

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى