فن ومنوعات

عمل بالنجاره وعانى من عنف والده وألتحق بفرقة علي الكسار محطات في حياة شكوكو

ريم عبد العزيز

يعتبر الفنان شكوكو من أشهر نجوم المونولوجست اللذين أستطاعوا طوال مشواره الفني تقديم جميع الأدوار التمثيلية رغم طفولته القاسية ورغم حياته الأسرية المأساوية، إلا أستطاع برغم كل هذا أن جعل منه موهبة فنية متكاملة من تمثيل وغناء ورقص وتقديم جميع الفنون، ليقلب شكوكو بـ تشارلي تشابلن العرب بسبب حركاته المماثله لهذه الشخصية في رقصاته وبعض أعماله.

ويعد الفنان شكوكو الذي ولد في في 1 مايو 1912 في حي الجمالية بالقاهرة وأسمه محمود إبراهيم إسماعيل موسى، كان والده يعمل نجاراً وورث شكوكو هذه المهنة عن أبيه وأجداده، وكان شكوكو في بداية الأمر يقوم بتقليد العديد نجوم الفن العظماء وغنى لعدد من المطربين ومن بينهم المطرب محمد عبد الوهاب والمطرب محمد عبد المطلب وبرغم ذلك لم يلقى إهتماماً كبيراً فقرر اللجوء إلى فن المونولوجست.

وكانت تربطه علاقة قوية جداً بالفنان إسماعيل ياسين بسبب إشتراك كلاً من الثنائي في العديد من الأعمال السينمائية، حيث أشتراكا الثنائي إسماعيل وشكوكو مع بعضهما في أفلامهم الأبيض والأسود كمونولوجست.

وكان أول بدلة يرتديها الفنان محمود شكوكو كانت هدية من جده إسماعيل شكوكو عندما كان يبلغ عامه الـ 15، وكان جده إسماعيل هو من أصر على إطلاق لقب شكوكو عليه حفيده.

وكان يعمل شكوكو نهاراً بمهنة النجارة التي ورثها عن عائلته وليلاً بالأفراح والموالد والملاهي، وكان مشتهراً بالجلباب والطاقية الذي كان يرتديهم في جميع أعماله وخاصةً وهو يغني، وأعجب به أحد النحاتين حتى صنع له تمثالاً من الصلصال وقام بعرضه للبيع وأنتشرت هذه التماثيل كثيراً، وكان شكوكو بعدما دخل عالم الفن والتمثيل يخجل من نفسه كثيراً بسبب عدم تمكنه من الكتابة والقراءة ليبدأ في تعليم نفسه بنفسه وبدأ بتعليم نفسه أيضاً بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.

وألتقى شكوكو فيما بعد بالفنان علي الكسار الذي أختاره لتقديم فنون المونولوجات خاصةً بعد تفاعل الجمهور معه بشدة، وبعدما حقق النجاح المطلوب وأكثر قام علي الكسار برفع اجره، وتعرف الفنان شكوكو على عدد من المؤلفين والملحنين من خلال فرقة علي الكسار ويلعب معه الحظ ويختاره محمد فتحي ليشارك في الحفل الإذاعي الذي أقيم بمناسبة شم النسيم داخل نادي الزمالك.

وبالرغم من شهرته الفنية وحب الجماهير الكبير له إلا أنه لم يتخلى عن مهنته التي ورثها عن أبيه وأجداده بل أكمل بها وبدأ الإنفصال عن والده وأفتتح ورشة نجاره خاصة به في منطقة الرويعي التي توجد بين القلعة والعتبة، وأشتهرت منتجاته كثيراً والتي كان يتم بيعها في أكبر وأفخم المتاجر وكانت جميع أمواله التي يكسبها سواء من الفن أو عمله بالنجاره يعطيه لوالده للإنفاق على باقي الأسرة، ليفاجئه والده ذات مرة بأنه جمع له جميع أمواله التي كان يعطيها له ليشتري له بنية كبيرة ويطلق عليها أسم شكوكو.

ومن ثم قام الفنان شكوكو بتكوين فرقة خاصة به والتي كانت تتكون من تحية كاريوكا، عبد العزيز محمود، وسميحة توفيق، وكانوا يقومون بتقديم عروضهم الفنية على خشبة حديقة الأزبكية، وبعد إنتشار تماثيل شكوكو قرر أن يلجأ إلى فن العرائس ويترك في الإستعراضات خاصة أنه نجاراً وبدأ بتصنيع عرائس من الخشب ليقدم بعض المسرحيات بالعرائس، ومن أشهرها مسرحية السندباد البلدي، الكونت دي مونت شكوكو.

وتعددت زيجات الفنان شكوكو حيث أنه تزوج ثلاث مرات وكانت الزوجة الأولى هى أم أولاده سلطان وحماده والثانية كانت فتاة صغيرة مرضت مرض خطير وتولى مسئولية علاجها الفنان شكوكو إلى أن لاقت مصرعها وتوفيت وبالرغم من معارضة أهلها من زواجه بها، إلا أنهم تأكدوا في النهاية من أنه إنسان ذو قلب رحيم وطيب ووافقو على تزوجيه من أبنتهم الأخرى الصغرى.

وكان الفنان شكوكو مشهوراً بالطاقية والجلباب حتى أثناء تكريمه من الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يرتدي ذلك الجلباب البلدي والطاقية، حيث أنه كُرم بسبب تاريخه الفني الحافل وأدواره الماهرة والمتكاملة.

وقدم الفنان شكوكو العديد من الشخصيات من خلال أعماله السينمائية حيث أنه أدى شخصيات عديدة ومنها الحلاق والنجار والقهوجي والعديد من الشخصيات الأخرى، وكان لكل دور يؤديه ملابس محددة وذلك بسبب إشتهاره الكبيرة بالجلباب البلدي والطاقية، حيث شارك في فيلم زقاق المدق مع كلاً من الفنانة شادية والفنان يوسف شعبان والفنان حسن يوسف والفنان صلاح قابيل والفنانة سامية جمال، وأيضاً فيلم بلدي وخفة والذي قام بالغناء فيه مع الفنانة نعيمة عاكف.

وقدم أيضاً فيلم عودة طاقية الإخفاء مع فريق العمل الذي كان يتكون من أميرة أمير، محمود إسماعيل، شفيق جلال رياض القصبجي، حسن كامل، بشارة واكيم، وهاجر حمدي، وتم إنتاجه في عام 1946 وكان من إخراج محمد عبد الجواد، وكانت تدور أحداثه حول امرأة غرها المال والجاه فتنكرت لزوجها وأطفالها، وماتلبث أن تعود إلى صوابها ولكن صديق الأم يحاول أن يسيطر على أبنتها كي يزوجها من أبن المعلم عباس، وكان الأب لا حول له ولا قوة إلى أن تلجأة الأبنة إلى أبيها الذي يفيق إلى جوار أبنته ضد هؤلاء الأشرار فيدبر له الصديق مكيدة إجرامية ليزج به في السجن.

وشارك في فيلم عنتر ولبلب وهو فيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي حيث يحاول عنتر أخذ حبيبة لبلب ويتزوجها، فيقف له لبلب ويعقد كلاً منهما رهاناً وهو أن يصفع لبلب عنتر كل يوم على الوجه لمدة سبع أيام وإذا تأخر ذهبت محبوبته لعنتر ويساعد عنتر عبد الوارث عسر والد العروسة، ولكن لبلب يستطيع في النهاية أن ينتصر ويضرب السبع صفعات، وشارك في البطولة كلاً من سراج منير، عبد الوارث عسر، حورية حسن، عبد الفتاح القصري، وببا إبراهيم.

كما شارك في العديد من الأعمال السينمائية ومنها شلة الأنس، البحث عن المتاعب، أمير حبي أنا، صراع مع الحياة، المخدوعة، عروسة المولد، ظلموني الحبايب، حرامي الورقة، فالح ومحتاج، المال والبنون، سجن العذارى، الغجرية، أم رتيبة، شك النسيم، حضرة المحترم، آمال، بائعة الخبز، الأسطى حسن، أبن الحارة، شباك حبيبي، حكم القوي، قلبي دليلي، شارع محمد علي، جمال ودلال، أمل ضائع، العرسان الثلاثة، وحب وجنون.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى