إسراء البواردي
ولد الفنان عادل أدهم في يوم 8 مارس عام 1928 من أبناء الإسكندرية ، وقبل أن يبلغ العشرون عاماً عشق الفن وقرر أن يبدأ مشواره ، لكن البداية الحقيقة تأخرت حوالي 20 عاماً حيث رغم عبقرية أنور وجدي وعينه الثاقبة وعقليته الإنتاجية الجبارة ، إلا أنه عندما شاهد عادل أدهم يمثل عام 1945 ، قال له أنه لا يصلح للتمثيل إلا أمام المرآة.
و أتجه عادل أدهم إلى الرقص وتعلم الرقص في مدرسة يونانية بمدينة الإسكندرية ، و ظهر كراقص في فيلم ليلى بنت الفقراء ثم بفيلم البيت الكبير عام 1945 وهو لم يتجاوز الـ 17 عام ، وظلت معه هواية الرقص والموسيقى طوال حياته رغم أنها تبتعد تماماً عن طبيعة أدواره في السينما .
و كان للفنان عادل أدهم شخصية مميزة و لم يقوم بتقليد أحد نهائي ، حيث لقبه بعض الناس بـ صاحب الألف وجه و ملك الشر و خليفة زكي رستم ، و كان ممثل أسلوب خاص و فريد و نادر .
و تعددت علاقات الفنان عادل أدهم الشخصية أثناء تمثيله أو ظهوره في دور الرجل الذي يغوي النساء ، لكن المرأة في حياته تمثلت في والدته وزوجته لمياء و التي كانت في عمر الـ 17 عام عندما قرر الإرتباط بها ، وحاول أن يتحدث معها ولكنها هربت من الحديث معه حيث كانت تشعر بالخوف منه بسبب أدواره السينمائية و أصبحت تمثل له كل شيء وتقف دائماً بجانبه .
و قام كلاً من سناء جميل وعادل أدهم بتقديم العديد من الأدوار الفنية معاً منها فيلم المجهول وفيلم سواق الهانم ، و كانت هذه الأفلام بعنوان صداقة بينهما و هذا ما جعل سناء جميل رفيقة الأيام الأخيرة في حياة عادل أدهم ، و بعد وفاته تأثرت حياتها بشدة و مرت بأزمات نفسية شديدة .
و قدم أيضاً عادل أدهم ما يزيد عن 80 فيلم سينمائي ، ورغم أنه أشتهر بأدوار الشر خلال مشواره السينمائي إلا أن بدايته كانت كوميدية سواء على خشبة المسرح أو في السينما ، و أصبح بعدها واحد من أهم ممثلين أدوار الشر في السينما المصرية .
و حصل على الكثير من الجوائز منها جائزة التقدير الذهبية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الخامس ، و تكريمه أيضاً في لوس أنجلوس بأميركا عام 1986 ، وتكريمه من الرئيس السادات ، و بعد وفاته حصل على جائزة من المهرجان القومي للسينما الثاني عام 1996 .
و كان الموت لم يمهل عادل أدهم فرصه لكي يقوم بإنتاج أفلام بشركته الخاصة ، حيث كان لديه ملخص لعدة سيناريوهات و قد أشتراها و لكنه لم ينتج شيئاً ، و في يوم 9 فبراير عام 1996 رحل الفنان المصري الكبير عادل أدهم بعد مسيرة فنية حافلة .
