فن ومنوعات

تعرف قصة فيلم رشدي أباظة الممنوع من العرض


إسراء البواردي

كثيرا ما يثير الفن الحقيقي الأزمات بتطرقه لمواضيع شائكة، لا سيما ما يتناول منها الأخطاء السياسية والجنائية، لذلك عانت الكثير من الأعمال الفنية من مطالبات بالمنع، فضلا عن منع بعضها من العرض بالفعل، لتظل حبيسة أدراج الرقابة إلى أن تخرج للنور مع تغير المناخ السياسي والحريات من آن لآخر، ثم دخول عصر الإنترنت بعد ذلك، الذي بدد إمكانية المنع بالمعنى الحرفي له كما كان في السابق.

فيلم “وراء الشمس” كان أحد أبرز هذه الأعمال، الذي قام ببطولته نادية لطفي، ورشدي أباظة، ومحمود المليجي، وشكري سرحان، وأحمد زكي، ومحمد صبحي، ومن إخراج محمد راضي.

تجاوزت عدد الأفلام التى شارك بها دنجوان السينما المصرية رشدى أباظة مائه فيلم كان أغلبها حمل معه دور البطولة المطلقة لنجم الأفيشات الأول الدنجوان.

وظل من بينهم فيلم شهير أثار حوله الأقاويل والحكايات منها الحقيقى ومنها المبالغ فيه.. الأمر الذى جعل منه فيلم ممنوع من العرض على شاشات السينما والتلفزيون انه فيلم ” وراء الشمس ”

قيل إنه تم اقتباس اسمه من جملة شهيرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في إشارة منه لمصير المعتقلين والمعارضين له، إذ تدور أحداث الفيلم بعد نكسة 1967، عندما طالب أحد قادة الجيش الكبار بفتح تحقيق يكشف أسباب الهزيمة، فيتعرض للقتل في منزله، في انتقاد واضح وصريح للعهد الناصري.

بداية كان مخرج ومنتج هذا الفيلم الكبير هو مخرج الروائع الفنان الشامل محمد راضى صاحب السجية الوطنية.. الذى انبثقت معه فكره الفيلم من هذيمة النكسة عام ١٩٦٧ .. ليظل يفكر فى أسبابها ويتوصل معها الى فيلمنا الممنوع من العرض ” وراء الشمس”

ففكرته تدور حول شخصية “جعفرى” مدير السجن الحربى الذى أدى دوره الدنجوان رشدى أباظة وما استتبع ذلك من الفساد الكبير الذى سبق النكسه خاصة بين قيادات الدولة ومدى تفشى عمليات التجسس والابتزاز والاكراه والتعذيب وتلفيق التهم وصنع الاكاذيب.. الأمر الذى أدى فى فى نهاية المطاف إلى الهزيمة ..

أما عن نجوم الفيلم فقد جمع كوكبة كبيرة من عظماء السينما بدأ من رشدى اباظة ونادية لطفى وذكرى سرحان محمود المليجى والشباب الصاعد وقتها بقوة حتى باتوا نجوم كبار هم النجم نور الشريف والنجم محمد صبحى ..

جميع الأبطال كانوا مؤمنين بأهمية الفيلم، حتى أن نادية لطفي تنازلت عن 3 آلاف جنيه من أجرها لرشدي أباظة، لأنه كان قد طلب أجرًا كبيرًا، ولمّا لم يكن باستطاعة المنتج دفع هذا المبلغ، تنازلت هي عن جزء من أجرها له، حرصا منها على إتمام الفيلم على أكمل وجه.

أما الأسباب التي أدت إلى منعة من العرض لفترة كبيرة فقد برئت الرقابة رفضها لعرض الفيلم انه يحتوى على شخصيات يمكن إسقاطها على شخصيات حقيقية على أرض الواقع .. بجانب الكمية الكبيرة لمشاهد التعذيب..

الأمر الذى دفع صناع الفيلم إلى طلب الوساطة من أعضاء مجلس الشعب ليتمكنوا من عرض الفيلم لكن يقال إنه تم التضييق عليه للحد من انتشاره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى